ريادة العطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدير نفخر به ذاك الذي أكدته منظمة الصحة العالمية على لسان مديرها الإقليمي، حين قال إن «دولة الإمارات تتقدم دائماً صفوف دول المنطقة والعالم في الدعم والعطاء والمساندة، ويشمل هذا إسهاماتها الكبيرة والمعروفة في دعم القضايا الصحية في المنطقة العربية وحول العالم، وتبرعاتھا الكريمة المخصصة لمساعدة ضحايا حالات الطوارئ والكوارث والصراعات، وتخفیف الأعباء التي تثقل كاھل الحكومات والمنظمات الدولیة».. فالكوارث التي تثقل كاهل الحكومات والمنظمات الدولية تجد يد الخير والعطاء ممدودة من دولة الإمارات في أي بقعة من بقاع الأرض، سباقة مبادرة.

تقدير نعلم علم اليقين كما يعلم العالم أجمع، مدى مصداقيته على أرض الواقع دون مجاملات أو تجاوزات، لأنه ينسجم كل الانسجام مع فلسفة نشأت عليها دولة الإمارات وتأسست عليها ثقافة أبناء الوطن أساسها العطاء، إيماناً بأنه مفتاح الزيادة وأقل الواجبات الإنسانية، فضلاً عن حقوق الصلة العربية والجوار الإقليمي.

والأرقام تنطق بالحق من دون أن نمن به على أحد، فهذا ليس من طباعنا ولا من أدبياتنا، ولكننا نمتعض بالتأكيد حين تكون الصورة ناصعة واضحة وضوح الشمس، ثم يأتي من يحاول أن يخدش نقاء هذه الصورة كما فعلت مؤخراً إحدى المنظمات الدولية، فكالت التهم جزافاً لدولة الإمارات بأنها تسيء إلى حقوق العمالة المنزلية، معتمدة على عينة عشوائية من دون اللجوء إلى الدراسات الاستقصائية الدقيقة المنصفة بما يليق باسم منظمة دولية.

فكيف يقتنع القائمون على هذه الدراسات ومن يقفون خلفها، بأن دولة تبذل يد العطاء بالخير والمبادرات الإنسانية العالية في شرق الأرض وغربها، ثم هي لا تنصف من يعمل لديها ويعيش على أرضها؟! أيعقل أن تضرب الدولة أطناب الأرض بحثاً عن مريض أو جائع أو طفل لتكسوه أو تعلمه أو تغيثه، ثم تأتي إلى خادمة مسكينة في بيت من بيوت الإمارات لتظلمها حقوقها!

نقول هذا الكلام ونحن نوقن أنه ليس جميع من يسكن أرض الإمارات ملائكة لا يخطئون، فقد نجد ممارسات خاطئة من البعض، إلا أن الإنصاف يقتضي عدم التعميم، ولا يجوز أن تؤخذ الدولة بجريرة تصرفات فردية غير مسؤولة. وكما قلنا فالأرقام تقول مثلاً، حسب تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن دولة الإمارات قد حققت المرتبة الأولى في حجم مساعداتها الخارجية ضمن الدول المانحة غير الأعضاء في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة للمنظمة؛ وذلك بالمقارنة مع ناتجها الإجمالي القومي.

وفي التقرير الأول لمساعدات دولة الإمارات الخارجية، بلغ حجم هذه المساعدات منذ قيام الدولة، أكثر من 163 مليار درهم في حصيلة غير نهائية حتى الآن، و95% منها كانت على شكل منح غير مستردة؛ بغية تجنب أية ضغوط اقتصادية قد تترتب على الدول المستفيدة من هذه المساعدات.

لا نريد أن ننجرف في مساجلات جوفاء حول مواضيع نعلم أن العالم متشبع بأحقية الإمارات بالريادة فيها، وعلى رأسها مبادرات العطاء والأيادي الممدودة وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، إلا أن ما نقتنع به أن مواقفنا هذه تستند إلى أرض صلبة لا تنال منها التخمينات والمبالغات، وسنظل نبادر نحو الخير لأنه وصية المؤسسين للاتحاد الميمون، وتحقيقاً لرغبة المغفور له الشيخ زايد حين قال: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها، عزّ وجلّ، يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا»، وسار على هذا النهج الكريم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحكام الإمارات جميعهم، لأنهم يعلمون أن العطاء أساس البقاء، والجود مفتاح الخلود.

Email