ياسمين

غزو فكري

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يستطع أن يحتمل قدرتها في الحوار ومهاراتها وثقافتها وسعة اطلاعها ومعارفها العديدة، فهي مقنعة حتى وإن كانت آراؤها مختلفة عن الآخرين، وتعرف أن تدافع عن طرحها.. بل إنها لا تدخل في أي حوار أو تعلق على موضوع ما، إلا إذا كان لديها رأي مستنير.

كانت الحوارات هادئة، فهي تعرف كيف تضبط هدوءها، حتى هو كان هادئا، إلا أنها في كثير من الأحيان أكثر واقعية ومقنعة، أما هو فكنت أراه يستعرض عضلاته كأنه أحد أبطال رياضة كمال الأجسام.. في بعض الحوارات التي تدور عن أشياء لا تستهوي معظم النساء، مثل: السيارات، كانت هي خير مستمع له وهو يسترسل دون توقف، مستعرضا تجاربه وقدراته البهلوانية في قيادة السيارات...

كانت تؤيده في كثير من الطروحات، ونقاط الاختلاف بينهما قليلة، كانت حريصة على أن تتعرف على مكنوناته أكثر وفكره، والحوار يتواصل بينهما بشكل دوري، وعندما فشل في أن يجاريها في كثير من الحوارات ولم يستطع أن يعترف بتفوق الأنثى عليه، اتهمها بالغزو الفكري وتأثرها بالثقافة الغربية، وأنها لا تعرف الدين الحق، وأنها أقرب ما تكون إلى الإلحاد، وأنها عار على المجتمع، وذلك بسبب دراستها للطب في الخارج واحتكاكها بالغرب.. بالرغم من أن الحوار بينهما لم يخرج عن نطاق الحقائق العلمية والطبية الثابتة المتعارف عليها، ولم يتطرق إلى الوجودية والدارونية..

أسلوب رخيص لعدم الاعتراف بتفوق الآخر علينا..

Email