الإمارات والسعودية والروابط الوثيقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة متانة العلاقات الإماراتية السعودية والعرى الوثيقة التي تجمعهما والحرص المتبادل على تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، معبراً عن اعتزازه بما يربط البلدين الشقيقين من وشائج الأخوة المتينة والتضامن الفعال وبما يخدم مسيرة العمل والتعاون الخليجي وينصر قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

هذا التأكيد من سموه يستند إلى جذور عميقة من المحبة والوئام جمعت الإمارات والمملكة وأكدتها الرغبة المتواصلة من الجانبين في تأسيس أرضية صلبة للعلاقات الخليجية أولاً والعربية ثانياً.

والناظر إلى مسيرة العلاقات الإماراتية السعودية يجد في ثناياها العمل الحثيث من دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، على إرساء دعائم العلاقات الاستراتيجية مع المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في كافة المجالات والميادين، على أسس راسخة ومستقرة، وما يستلزم العمل سوياً من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة، وتوطيد العلاقات وإطلاقها إلى آفاق رحبة ولعل آخرها إنشاء اللجنة العليا المشتركة التي تعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى كيان قوي متماسك يدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وبلغة الأرقام تشهد العلاقات الإماراتية السعودية زخماً هو الأكبر، حيث تعد الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للسعودية في المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، بحجم تبادل تجاري يصل إلى نحو 22 مليار درهم سنويا.

وكمواطنين إماراتيين نفخر بكل ما من شأنه تعزيز العلاقات الأخوية مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لما يجمعنا من روابط الدم والمصير، الشيء الذي يسهم في بناء أسس متينة تسهم في دفع عجلة التنمية وتعضيد جهود العمل الخليجي المشترك، وتوفير متطلبات التطور الاقتصادي والتنموي، وإنجاز الأهداف الاستراتيجية لدول المجلس، وهو ما أكده سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوله: »إن العلاقات الإماراتية ـ السعودية تجسيد واضح لمعاني الأخوة والمحبة والروابط التاريخية المشتركة«.

العديد من الخطوات تؤكد على المكانة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين لدى قيادة الإمارات ولعل أبرز تلك الإشارات التوجيهات الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة أبوظبي، ما يعد دليلاً على المكانة الكبيرة التي يحظى بها في الإمارات على الصعد الإنسانية والنهضوية والثقافية كافة، التي هي محل تقدير جميع أبناء الخليج العربي كذلك، كما أنها مصدر تقدير عربي وعالمي شامل.

ولا شك أن الحرص الكبير من قيادتي البلدين على رعاية مسيرة الأخوة كفيلة بقطع الطريق على كل من يحاول تعكير صفو هذه العلاقات، لأن القيادتين والشعبين ينظران إلى وحدة العلاقات وتعاضدها على أنها مفتاح وحدة المصير، ولعل هذه الفترة الحرجة من واقع أمتنا تحتم إعادة رص الصفوف على أوثق ما يمكن أن تكون عليه، والعمل المنسق المدروس لتجاوز الكثير من الملفات العربية والإقليمية بأكبر النتائج وأفضل الحلول، ولعل ذلك تبدى واضحاً من الهم العربي الذي سيطر على محادثات سمو ولي عهد أبوظبي وخادم الحرمين الشريفين وهو وقف نزيف الدم لأهلنا في غزة وهو ما يدل على حضور القضية الفلسطينية في أساسيات ومبادئ العمل الخليجي.

Email