ياسمين

وسواس المعاملات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حريص جداً على قراءة كل سطر وتفسيره وإبداء الآراء حول كل شيء، وجملته الشهيرة التي لا تفارقه «المعاملة تحت الإجراء»، إنه يظن بتأخير الإجراءات والمعاملات والمراسلات يتمكن من قراءة ما بين السطور، وما لا تكتشفه العين المجردة والسحرية، وإن المعاملات تحتاج إلى عين مجهرية تصل دقتها لدقة المجهر الإلكتروني، حتى لا تفوته شاردة أو واردة، ولا تتسرب من بين أصابعه حيل البعض من الموظفين أو المتعاملين، كان يعتقد أنه يمتلك القدرة على قراءة ما بين السطور، ولكن للأسف أنه كان من شدة إصابته بمرض وسواس المعاملات، كان يفهم كل كلمة بالمقلوب، وبعكس ما ترمي إليه، وبالتالي ينزلق إلى متاهات الإجراءات، وإطالة زمن إنجاز المعاملة، وتعقيدها مما يفقد الطرفين أعصابهما في مرحلة من المراحل.

وقد لا يتوقف الحال عند هذا الحد، فنظراً لتراكم المعاملات وازدحام المتعاملين أمام مكتبه وأحياناً التذمر والشكوى، وزيادة الأعباء وضغوط العمل الناتجة عن مرضه، فإنه في بعض الأحيان قد تختفي الأوراق، فيطلب من جديد بعض الأوراق والبيانات ويعتبر أن المعاملة ناقصة والذنب ذنب المتعامل، ويقنعه بأنه سبب التأخير واستهلاك الوقت، وهو مقتنع بأن المتعاملين يحتاجون إلى تثقيف وتوعية بالإجراءات الصحيحة.

هؤلاء هم الموظفون الذين وصلوا إلى مناصب وهم ليسوا على مستوى من النضج الإداري والمعرفي ومضطرون إلى فرد عضلاتهم.

Email