نجدد الوعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجدد اليوم لقاؤنا السنوي مع المبدعين من أصحاب الفكر، وحَمَلَةِ القلم، والمتميزين في كل دروب العمل الصحافي، ضمن هذا المحفل، الذي يسعدنا أن نطالع من خلاله كل عام أرقى صنوف الإنتاج الصحافي العربي، وقد انخرط أصحابها في منافسة شريفة، تجمعهم أملاً بالوصول إلى منصة التكريم، ومن قبلها رجاءً في نيل استحسان القارئ، وتحقيق رضاه؛ يتنافسون بما اجتمع لهم من مقومات تميز وأدوات إبداع امتلكوا زمامها وسخّروها لتوصيل أفكار ورؤى، تعكس واقع المجتمع وتبلور تطلعاته.

واليوم، ومع اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة لجائزة الصحافة العربية، تحلُّ لحظة التكريم بكل ما تحمله من معاني التقدير والعرفان والامتنان لكُتّاب ومبدعين، بذلوا جهداً مهنياً طيباً في تقديم رسائل نافعة، تسهم في الارتقاء بالمجتمع، وتكون عوناً له في معالجة التحديات التي تواجهه، ترسيخاً لدور الصحافة رافداً رئيساً من روافد تقدم شعوبنا ورفعتها وازدهارها، ما يزيدنا حرصاً على الالتزام بنهج التطوير في الجائزة بصفة مستمرة، لتكون دائماً على قدر المأمول لها كونه محفّزاً مؤثّراً لمزيد من الجودة والإتقان في المُنتَج الصحافي العربي.

لقد كان التزام الجائزة بنسق مهني وأخلاقي رفيع، نبراسه النزاهة، وقوامه الحياد والشفافية، بمثابة السياج المنيع، الذي صان لها مكانتها، وحفظ عليها سمعتها الناصعة، وأذكى ثقة أهل المهنة في قدرها كأهم ساحة للاحتفاء بالإبداع والمبدعين في مجال العمل الصحافي على امتداد منطقتنا العربية، حيث تبرز تلك الثقة جلية واضحة في تنامي أعداد الأعمال المشاركة عاماً تلو الآخر، في برهان عملي على مدى الصدقية، التي أسستها جائزة الصحافة العربية لدى جمهورها من سدنة الفكر، وفرسان الكلمة.

فالأعمال المتقدمة للجائزة هذا العام تجاوز مجموعها حاجز الأربعة آلاف وخمسمئة عمل من مختلف أنحاء العالم العربي، ومن خارجه أيضاً، حيث لا يفوتني هنا أن أتوجه برسالة شكر وامتنان لكل من شارك حتى وإن لم يحالف الحظ عمله ليجد طريقه هذه المرة إلى منصة التكريم، ففكرة المشاركة في حد ذاتها نعتبرها وساماً على صدورنا، وبرهاناً عملياً على نجاحنا في نيل ثقة المشاركين.

وأنتهز هذه الفرصة لأقدّم تهنئة مستحقة للفائزين الذين أثبتوا جدارتهم المهنية، وأظهروا تفوقاً إبداعياً واضحاً أهّلهم لاعتلاء منصة التكريم، حيث يسرني أن أنقل لهم خالص أمنيات الأمانة العامة للجائزة وكذلك مجلس إدارتها وأعضاء لجان التحكيم وجميع فريق العمل بمزيد من النجاح والتميّز في أروقة صاحبة الجلالة، كما أودّ أن أشير إلى إشادتهم بمستوى الأعمال المتقدمة، الذي يشهد تطوراً ملحوظاً من ناحية البناء والصياغة والتناول والمعالجة.

كما لا يفوتني أن أوجه تحية شكر وعرفان واجبة لأعضاء مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية ولجان التحكيم لما قدموه من وقت وجهد مخلص ودعم كبير، حيث يعود لهم الفضل في المكانة المرموقة التي تتمتع بها بين نظيراتها من محافل التكريم المتخصصة على الصعيد الدولي، وأثر ذلك الجهد الطيب في ترسيخ صدقية الجائزة، وتعزيز أركان نجاحها.

إن الرحلة الحافلة المشرّفة التي مضت فيها جائزة الصحافة العربية بكل الثقة والاعتزاز، وعلى مدار ما يقارب العقد ونصف العقد من الزمان، اتسمت في كل مراحلها بالتزام صارم بقيم النزاهة والأمانة في التقييم والمفاضلة، ضمن إطار متين من الأسس الواضحة التي كفلت إتمام عملية التقييم، وفق أرقى المعايير المهنية.

واليوم، نجدد الوعد بالحفاظ على هذه القيم نبراساً نهتدي به في رحلتنا التي ننشد من خلالها أوج التميز لصحافتنا العربية، ومزيداً من التألق لأعلامها وفي مختلف أشكال العمل الصحافي، وصولاً إلى تأصيل مشاركة الصحافة خاصة، والإعلام على وجه العموم، كونه شريكاً فاعلاً في بناء المستقبل، بدعمكم وتعاونكم وبمداد من إبداعاتكم وأفكاركم، مع دعوتنا للجميع للمشاركة في الدورات المقبلة للجائزة، وكل أمنياتنا بالتوفيق.

Email