المستثمرون العالميون وأسهم النمو (2-2)

لقد تفوقت أسهم النمو في أدائها على مدى العامين الماضيين على أداء السوق بمقدار كبير. يميل أداء أسهم النمو للتفوق إلى حين ارتفاع المؤشرات الاقتصادية الرائدة الرئيسية بشكل حاد، لأن ذلك يجعل العائد على السندات طويلة الأجل يرتفع أيضاً ما يغيّر نموذج التقييم تماماً.

إن أسهم النمو ذات الجودة العالية توفر في الوقت الحالي عوائد أرباح جذابة هي أعلى بكثير من الفائدة على النقد والادخار. عادة ما تطالب أسهم النمو بتقييمات أعلى كما تطالب خلال فترات انعدام النمو بمضاعف أعلى للسعر على العائد، كما أن نوعية واستدامة النمو تدفع التقييمات نحو الأعلى.

يمكن للمستثمرين في الأسهم العثور على أسهم النمو في كل القطاعات، وما ربط أسهم النمو بالشركات الجديدة أو بأسهم شركات التكنولوجيا إلاّ تصوّر خاطئ. إن لأسهم النمو بعض الخصائص المشتركة إذ أن منتجاتها متميزة في جميع أنحاء العالم، وأصبح للمستهلكين شعور بالانتماء لهذه العلامات التجارية وهو ما يعتبر أهم استراتيجية تسويقية ناجحة لأي شركة تعمل في مجال إنتاج السلع الاستهلاكية.

 وتتميز هذه الشركات بعدم اكتفائها بالتوصل لمنتجات جديدة في كثير من الأحيان، بل العمل أيضاً على تحسينها مع عدم التخلي في الوقت نفسه عن المنتجات القديمة التي يتعاظم نادي المعجبين بها على الدوام، وخير مثال على ذلك هو شركات التكنولوجيا. لطالما اعتقدنا أن شركات النمو الناجحة هي تلك التي توفر الطلب على منتجاتها بدلاً من أن تقدم منتجات وتأمل بارتفاع الطلب عليها، ومن الصعب جداً تحديد هذا النوع من الشركات في الأيام الأولى من النمو.

تتمثل نصيحتنا للمستثمرين للعام المقبل بالتمسك بالأسهم الفائزة في السنوات القليلة الماضية والتطلع للاستثمار في بعض الأسهم المقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية بشكل كبير وتخصيص جزء صغير لها.

من ناحية أخرى ينبغي للبلدان التي تراجعت عوائدها على سنداتها الحكومية إلى مستويات قياسية أن تبدأ بتحقيق أداء متفوق بشكل جيد، وعلى المستثمرين استهداف الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذه البلدان. إننا نعتقد أن بعض الشركات في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان تظهر قيمة جيدة عند المستويات الحالية، وعلى المستثمرين العالميين البدء بالنظر في تلك الاقتصادات والبدء باستثمارات صغيرة وانتظار إجراء تحسينات في الأسس ثم زيادة الانكشاف تدريجياً.