قمة حكومية لإسعاد المواطنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العاشر من الشهر الجاري، يجتمع أكثر من 3500 ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﯿﺎدات اﻟﻘﻄﺎﻋﯿﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ واﻟﺨﺎص حول اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿسية، وﻧﺤﻮ 60 ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻤﺘﺤﺪﺛﯿﻦ.

فضلاً عن ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺨﺒﺮاء واﻷﻛﺎدﻳﻤﯿﯿﻦ واﻟﻤﻤﺎرﺳﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻹدارﻳﺔ واﻟﻌﻠﻤﯿﺔ، واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ.. يلتقون جميعاً على أرض الإمارات في قمة حكومية، ليتناقشوا أفضل السبل وأنجع الطرق لإسعاد المواطنين..
 

نعم؛ هي قمة بمظلة حكومية، نظمتها وترعاها وحشدت لها جميع الإمكانات وسبل النجاح، ووضعت لها الخطط والميزانيات، واستقطبت إليها التجارب الناجحة في شتى القطاعات، لاستخلاص أفضل النماذج العالمية التي تضمن لأبناء الإمارات والقاطنين على أرضها ارتفاع مؤشر السعادة، وبلوغ أعلى درجات الرضى الحكومي، من خلال أﺟﻨﺪة ﻏﻨﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺤﯿﻮﻳﺔ، ﺗﺘﻤﺤﻮر ﻓﻲ ﻣﺠملها حول اﻟﺮﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ، وﻣﺎ ﻳﺤﻘﻖ الرضى ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻣﻠﯿﻦ.


ولا شك أن مجرد انعقاد مثل هذه القمة الحكومية بهذا الزخم وهذه المنطلقات والغايات، يكفي دليلاً على ما وصلت إليه قيمة المواطن في نظر القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، الباحثة دأباً عن سعادته ورضاه، وتلبية احتياجاته الحالية والمستقبلية، في أهم المحاور التي تتصل بحياة المواطنين وتمس شؤونهم اليومية ومستقبل أبنائهم، لا سيما في محاور اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺼﺤﺔ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وغيرها الكثير من الجوانب الحياتية واليومية.


خطة استراتيجية محكمة ومدروسة ومفصلة تنظر من خلالها الحكومة لسعادة المواطنين، وتبحث في سجلات التجارب المحلية والعالمية الرائدة، التي تخدم هذه الخطة وتعزز هذا التوجه، وهي رؤية أصيلة عند القيادة تترجمها آلاف المبادرات، وتبرهن عليها النتائج والدراسات، ويشهد عليها واقع الحال في دولة الإمارات، حيث يموج العالم حولها في هموم واضطرابات وقلاقل، جعلت حياة الإنسان آخر الاهتمامات، فضلاً عن أن تبحث تلك البقع غير المستقرة عن رخاء القاطنين على أرضها أو ارتفاع مؤشرات رضاهم وسعادتهم.


هذا المفهوم المتأصل في فن القيادة الرشيدة في الإمارات لا تخفى معالمه، وقد تكرس في عقلية الحكومة، وجندت له الأجندات والمبادرات لتضمن نجاحه بأعلى المعايير. فها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تعليق لسموه عقب حصول الإمارات على مراكز عالمية متقدمة في تحقيق السعادة للمواطنين، يؤكد أن "الشغل الشاغل لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هو إسعاد المواطنين وتحقيق الرفاهية لهم، وتوفير الحياة الكريمة لأبنائهم وأسرهم"...

وأضاف أن "تحقيق السعادة للناس هو غايتنا، وخدمتهم هدفنا، ورضاهم هو مقياس نجاحنا، وجميع الخطط التنموية التي اعتمدناها، والمبادرات التي أطلقناها، وجميع السياسات والقوانين الحكومية، تشترك في غاية واحدة نسعى لها، وهي تحقيق السعادة لمواطنينا، وما تحقق خلال الفترة السابقة ما هو إلا مرحلة أولى سيتبعها المزيد من العمل والإنجاز، وصولاً لأن نكون من أفضل دول العالم إن شاء الله تعالى".


واقع تترجمه آلاف الأدلة اليومية التي لا تخفى على القاصي والداني، وتشرئب له أعناق العالم إعجاباً بالتجربة الإماراتية الناضجة في فلسفة الحكم الرشيد، القائمة على خدمة المواطن أولاً وأخيراً، وهي منطلقات تراها الحكومة منبع الإبداع ومفتاح الاستقرار والإعمار والعمل للمستقبل، فـ"لا يعمر الأوطان ويشيد الأمجاد إلا شعوب يملأ نفوسها الرضى والسعادة، وسعادة الفرد هي البداية لمجتمع مستقر مطمئن ومنتج"، كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.


وما من شك في أن أبناء الوطن يبادلون الدولة هذه  الرغبة بالرضى والسعادة والولاء، لأنهم يعلمون علم اليقين أنها مفاتيح السعادة والاستقرار والإبداع، ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، والحفاظ على إرث حضاري إنساني استطاعت الإمارات وضع خطوطه ومبادئه وملامحه، لتكون قدوة عالمية ومنارة بين الدول.

Email