ياسمين

صحة موظفينا

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءتني زميلتي وشرار الغضب يخرج من رأسها، تحدثت بكلمات متقاطعة لم أستطع فهمها، لا أعرف لذلك سبباً، قطعت علي انسجامي مع البحر، حيث كنت أستمتع بأجواء الغروب الشاطئية.

تنفست الصعداء وبعد مضي برهة، اعتراها الهدوء، وتناولت طرف الحديث عن مديرها الذي يكرر على مسامعها عبارة تثير حفيظتها وهي «أنت أم المؤسسة»، واسترسلت في الحديث قائلة: قد تبدو عبارة إطراء ولكنها ليست كذلك، لأن بها استغلالاً وتحويل الإنسان إلى شمعة تحترق، الموظفة تختلف عن الأم، لا أريد أن أكون المضحية على مدار الساعة والدقيقة، وأن أكون المرجعية في كل شؤون المؤسسة، أتحمل المسؤوليات ليتنصل منها الآخرين، فوقتي ليس كله للمؤسسة، لدي مسؤوليات خارج نطاق المؤسسة، والخلاف بيننا كبير وعميق لأن ساعات دوامي تمتد إلى ما لانهاية، وحجم العمل يفوق الوقت المخصص.

وذلك بسبب نقص الكفاءات الوظيفية، وهو يحضر وقت ما يشاء لتوزيع البريد ثم ينصرف لمتابعة شؤون حياته الخاصة، ومن كثرة الفراغ لديه تزوج بالثانية، كان يرفض إجازة مرافق مريض، فشعاره الدائم أننا للعمل، أما الجوانب الإنسانية فقد تم حذفها من قاموسه، كان يتهكم على كل من يطلب إجازة تمتد أكثر من أسبوعين.

استرسلت زميلتي عن استغلال كفاءتها وطاقتها العملية. وحالي يقول: إن بعض الجوانب الاجتماعية لابد من مراعاتها، وصحة موظفينا تأتي على قائمة الأولويات.

Email