سبع سنوات من ذهب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيد واثقة مطمئنة لرصيد الماضي ومعطيات الحاضر، رسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ملامح الأجندة الوطنية لدولة الإمارات خلال الأعوام السبعة القادمة، وصولاً لرؤية الإمارات 2021 في عيدها الذهبي بمناسبة إكمالها خمسين عاما من اتحادها، وبث الحماسة في أوساط المسؤولين وأبناء المجتمع وبناته ليكونوا شركاء في الطموح، فاعلين أساسيين في البناء، عاملين حقيقيين في منظومة الارتقاء نحو الريادة العالمية، ليصنع كل فرد طموحه بيديه، وتخرج الإمارات من مجموع الجهود أكبر وأبرز وأفضل على جميع الأصعدة.

ليس عملاً قيادياً صرفاً ولا جهداً فردياً محدوداً ذاك الذي يطمح إليه سموه خلال السنوات السبع القادمة من عمر دولتنا، بل هو جهد مضاعف مرتين، ذلك الجهد الذي صنع إنجازات الإمارات في السنوات السبع الماضية، وفريق متوافق متعاضد يستعين بكل عمل وكل فرد، فأطلقها سموه واضحة لتطرق أسماع الجميع وتستنهض همم الجميع في كافة المستويات ومختلف ثغور الوطن، فقال: «نريد رجالاً أقوياء.. ونساء متفانيات.. وشباباً متحمسين ليشاركونا رحلتنا نحو النجاح.. نريد فريق عمل الإمارات أن يكون يداً واحدة وقلباً واحداً ليتمم هذا الإنجاز».

هذه هي الفلسفة التي تربينا عليها، واستطاعت الإمارات حكومة ناجحة وقيادة رشيدة، بثها بنجاح في نفوس أبنائها، لأن اليد الواحدة لا تصفق ولا تحلم يوماً أن تلوّح فرحاً بالنجاح. وهذا يضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا، فلا ننتظر أن تحقق لنا الحكومة أهدافنا، بل نحن شركاء في الأهداف والعمل والطموحات والأحلام، فالوطن لنا جميعاً والإنجازات لنا ولأبنائنا، ونحن رعاة هذه الأجندة وهذا الأمل.

لا نشك في أن الوزارات والجهات الحكومية والقطاعات العامة والخاصة ستعي درس النجاح في السنوات السبع الماضية، وتعلم يقيناً ماذا يعني الإصرار على النجاح حين يرسم بيد قادة يعرفون طرقه ومساربه ومن أي أبواب يدخلون إلى رحابه، إلا أننا ندرك كذلك أن هناك مسؤولية مطردة لا بد من تبني الجميع لها والعمل عليها كفريق عمل مخلص لوطنه، ولا نقول سننتظر ماذا ستقدم الحكومة لنا في السنوات القادمة، بل نقول بصدق إن العالم سيرى ماذا سيقدم أبناء الإمارات لدولتهم وحكومتهم وقيادتهم الرشيدة.

متكاملون بصدق في مشروع النهضة والبناء قيادة وشعباً، لأننا متحدون في الرؤى متفقون على الأسس والمنطلقات، مشتركون في الهواجس والطموحات، فنجاح الإمارات نجاح لجميع أبنائها، وإنجاز أي فرد منها إنجاز في سجل الدولة، يفخر به الجميع وتثني عليه الأجيال على مر العصور.

لا يقول أحد إن الأجندة الوطنية مسؤولية قطاعات بعينها، بل هي بناء متكامل، وكل لبنة يقدمها الفرد تزيد متانة ورسوخ هذا البناء، وترفع هامته عالياً. هذا الجهد المطلوب من جميع أبناء المجتمع، نستشفه من شمولية الأجندة لجميع مناحي الحياة المفصلية الضرورية، ففي الاستقرار والأمن والأمان تطمح الحكومة ونطمح معها أن نصل إلى وجهة الأمان العالمي الأكثر استقراراً، بتحقيق نسبة 100 في المئة من الشعور بالأمان لكافة أفراد المجتمع.

وفي السكن تتعهد الحكومة، بجهود المخلصين من أبنائها، بأن يحصل كل شاب على منحة الإسكان في غضون سنتين كحد أقصى من تقديم طلبه، لتسريع استقراره الأسري ودعم الاستقرار المجتمعي.

وفي مجال التوطين تبنت الحكومة التزاماً بعدم قبول أن يجلس أبناؤنا من دون عمل، وقالت على لسان صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء «إن هدفنا مضاعفة التوطين في القطاع الخاص 10 أضعاف خلال الفترة المقبلة»، وهذا الهدف كما نعلم ويعلم الجميع، يحتاج إلى تضافر الجهود والرغبات، فهو ليس مجرد أمنيات حكومة، بل هو رغبة شباب في خدمة الوطن، وصدق قطاعات الدولة الخاصة قبل العامة في تجنيد هؤلاء الشباب في ما يزيد استقرارهم ويدعم مسيرة التنمية.

Email