في الإمارات.. الأحلام تتحول إلى حقائق

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل سنتين كان الترشح لاستضافة معرض إكسبو الدولي حلماً يراود دبي، وكان من حظ إكسبو والقائمين عليه أن تحلم بهم دبي، وأن تفكر فيهم، لأنهم في النهاية هم الفائزون، فقد كسبوا صيتاً لم يكسبوه من قبل، ووضعوا على خريطة لم يزوروها بعد، وكانوا محل اهتمام العالم لحظة التصويت والاختيار لم يعهدوها أبداً.

ما حدث قبل بضعة أيام في باريس كان انعكاساً لواقع نعيشه منذ أربعة عقود، فهذه الدولة، دولة الإمارات، تحتفل في اليوم الثاني من ديسمبر بمرور 42 عاماً على قيامها، وليس على وحدتها فقط..

ففي ذلك اليوم من عام 1971 كانت الإرادة، وكانت العزيمة، وكانت روح الإيثار وإنكار الذات، فسقط التمزق مع نزول رايات المستعمر ورحيله..

رأى الرجال الذين يحكمون الإمارات أن الاتحاد قوة، وأن التجمع تحت علم واحد ونشيد واحد وقائد واحد هو المستقبل، وكان ذلك، فإذا بهذه الأرض المنسية في ذلك الطرف الشرقي القصي من خريطة الأمة تنهض، ويقود نهضتها رجل أحبه كل العرب، خرج إلى العالم بحكمة لم تعهد، ومد يده إلى الجميع بتواضع الحاكم العادل الواثق من نفسه..

وبعد بضع سنوات كانت الإمارات مرتسمة على صفحات الزمان، وكان زايد محط إعجاب وإشادة، فقد صنع رحمه الله ما عجز عن فهمه أصحاب النظريات والدراسات والأبحاث..

استحدث علماً ونظرية على أرض الواقع، أسس وأطلق وثبت أركان دولة من العدم، وسار بخطى ثابتة فوق كل حبة تراب، ورسم خطوطاً متوازية؛ هنا خط للتنمية والبناء، وهناك خط للبذل والعطاء، وخط ثالث يزرع فيه نبتة لشخصية إماراتية متميزة..

هي نفسها الشخصية التي شاهدنا ملحمة من ملاحمها قبل أيام في باريس، حيث كان الكل منصهراً في فريق واحد، لجنة عليا أو وزارة خارجية أو إدارات معنية ومسؤولة، عبد الله بن زايد أو أحمد بن سعيد أو مجموعة الوزراء أو المتطوعين..

الكل كان حاضراً هناك، والكل كان واثقاً بأن إكسبو 2020 سيكون في الإمارات، فالمنطق يقول ذلك، والمعايير والشروط تقول ذلك، والنتيجة النهائية أكدت ذلك..

وكم كان جميلاً ذلك التمازج العربي مع الفوز باستضافة الحدث الذي ولد قبل دولة الإمارات بحوالي 120 سنة، وقد أخجلتنا اتصالات الأشقاء من مشرق ومغرب الوطن الكبير، وهم يباركون ويتفاخرون.

في ظل قيادة خليفة بن زايد تعيش الإمارات مرحلة التمكين، وهي المرحلة التي تكمل مسيرة هذه الدولة، وبمساعدة ومعاونة حكومة يرأسها محمد بن راشد تترسخ الثوابت، وتستمر الإنجازات بمتابعة وإشراف محمد بن زايد، وتتحول الأمنيات إلى حقيقة، وتصبح الأحلام واقعاً ملموساً..

لقد كان الترشح لاستضافة معرض إكسبو 2020 حلماً راود صاحبه قبل عامين، فقال "ولم لا؟"، فإذا بهذا الحلم الصغير يتحقق، ليقول الشيخ محمد بن راشد "وماذا بعد؟".

Email