ياسمين

موقفان يكفيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتصل بها أحد الزملاء في صباح أحد الأيام، تجاذبت معه الحديث مجاملة بالرغم من مسؤولياتها، واستفسرت عن حاله وأحوال أسرته، فأخبرها أنهم خارج الدولة في زيارة لإحدى الدول المجاورة، يقضون إجازتهم، واستفسرت منه عن سبب عدم الذهاب معهم، فأخبرها أنه يقتصد في مصاريفه، فبعد أن كبر الأولاد وازدادت المسؤوليات أصبح التقشف تارة والاقتصاد تارة أخرى عناوين جديدة في حياته، وأن الراتب الشهري لم يعد دخلاً كافياً لتلبية متطلباته الحياتية لأسرته المكونة من الزوجة وثلاثة أبناء.

في هذه المكالمة عبر لها عن إعجابه بها وبمهاراتها وقدراتها وأسلوبها في الحياة، فهي موظفة عاملة وطالبة دراسات عليا، وأنه يتمنى أن يتوج هذا الإعجاب والانجذاب نحوها بأن تكون زوجة له، لم يأخذها الذهول إلا للرد عليه بالعبارة التالية: لا تستطيع أن تنفق على أسرة واحدة وترغب بتكوين أسرة ثانية. وأنهت المكالمة غير آسفة.

الموقف الثاني:

إحدى الزميلات تخبرنا بأنها احتاجت في إحدى المرات إلى بعض الخبرات والنصائح لشراء سيارة جديدة، فعرفتها زميلتها إلى شقيقها الذي لديه خبرة جيدة في السيارات، وقد أوضحت أنها بحاجة إلى سيارة اقتصادية، حيث إنها حتى الآن تعتبر من الباحثات عن فرص للعمل، والسيارة قد تساعد على إنجاز الكثير من متطلبات الحياة اليومية، وتواصلا معاً حتى تمكنت من شراء سيارة مستعملة اقتصادية بحسب إمكانياتها، استمرت العلاقة بينهما نحو شهرين متتابعين، وهو متقاعد منذ فترة ولا يتجاوز راتبه الشهري عشرة آلاف درهم، ينفق على زوجته وخمسة أبناء، ويطالبه البنك بمبلغ ثلاثمائة ألف درهم، وقبل أيام انقطعت الكهرباء عن منزله، وطلب من والده تسديد الفاتورة.

كما يطالبه عامل البقالة وبعض من زملائه بتسديد مبالغ تتراوح ما بين الألف والخمسة آلاف درهم، وبعد أن اشترت السيارة بأيام عرض عليها الزواج منها، لم يأخذها الذهول إلا للرد عليه بالعبارة التالية: لا تستطيع تسديد فاتورة الكهرباء وترغب بتكوين أسرة ثانية. وأنهت المكالمة غير آسفة.

Email