ياسمين

تثقيف.. تموين.. تعليم.. تنمية2-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المناسب ذكر أن اللغة العربية تحتل المرتبة الخامسة عالمياً، من حيث الناطقين بها، حيث يبلغ عدد متحدثيها ما يقارب 280 مليون شخص، وعدد الناطقين بها ما يقارب 452 مليون شخص، وقد حلت اللغة العربية المركز التاسع والعشرين كلغة مستهدفة لأعمال الترجمة، وفقاً لفهرس الترجمة الذي يصدر عن منظمة اليونسكو، وهي بذلك متأخرة عن اللغة الكاتالونية التي تحتل المركز 26، والكرواتية التي تحتل المركز 27، والليتوانية التي تحتل المركز 28، ولكن اللغة العربية متقدمة على اللغة التركية التي تحتل المركز 30، واللغة الفارسية التي تحتل المركز 31

ويبلغ إجمالي حجم السوق في الإمارات نحو 260 مليون دولار، وهذا مؤشر على تنامي حركة القراءة بالدولة في المجتمع المتعدد الثقافات، وهذا الرقم اعتماداً على سعر التجزئة، وبالمقارنة مع الأسواق الأوروبية المشابه من حيث الحجم، مثل النمسا والتي يبلغ سوقها نحو 930 مليون دولار خلال عام 2010، ويبلغ نسبة إنفاق الفرد على الكتاب في الإمارات ما يقارب 30 دولاراً (ولم يتم احتساب أية مواد تعليمية، وتنامي واردات الكتب يبشر بأن دولة الإمارات مؤهلة لأن تكون مركزاً إقليمياً هاماً لرواد صناعة النشر والتوزيع في منطقة الشرق الأوسط، وبوابة العبور بين أوروبا والعالم العربي وجنوب آسيا، ومركزاً للتعلم والمعرفة أخرى) سنوياً، في حين يبلغ معدل إنفاق الفرد في النمسا نحو 110 دولارات سنوياً.

لا تزال حصة الإنتاج المحلي في الإمارات العربية المتحدة تمثل نسبة محدودة من إجمالي السوق، مقارنة بالواردات من باقي البلدان العربية (لبنان ومصر وسوريا والأردن) ويميز الإنتاج المحلي ان معظمه يصدر باللغة العربية، أما في ما يتعلق بحجم الواردات من الكتب لدولة الإمارات يكون باللغة الإنجليزية، وتستحوذ بريطانيا على معظم واردات الكتب الإنجليزية إلى الإمارات العربية المتحدة، متقدمة على الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتم استيراد ما نسبته 56 % من الكتب الإنجليزية من بريطانيا، و44 % من الولايات المتحدة الأميركية.

وتشير الدراسة إلى أن أغلب دور النشر في الإمارات محصورة في نطاق الشركات الصغيرة، والتي لا تتجاوز في إيراداتها السنوية مبلغ مليونين وخمسمئة ألف درهم، أي ما يقرب من سبعمئة ألف دولار أميركي، ولكن جودة المنشورات شهدت تحسناً وتطوراً ملحوظاً، وعزت الدراسة إلى أن التركيبة السكانية المتباينة في الإمارات والتطور الاقتصادي، تقود إلى زيادة مفاجئة في الطلب على قطاع النشر المحلي لتلبية الحاجات والتطلعات المحلية بتوفير كتب ومصنفات للجمهور في النطاق المحلي والإقليمي، وتشكل المعلومات السياحية والتراث وأدب الأطفال قاعدة انطلاق ملائمة للنهوض بصناعة النشر، وأيضاً للإمارات قدرة على استقطاب دور النشر الدولية وتأسيس مكاتب إقليمية فيها، فالإمارات تتمتع ببيئة جاذبة لرواد صناعة النشر من الأوروبيين والأميركيين المتطلعين لتحقيق عولمة الكتب والنشر في الشرق الأوسط، ولتطور صناعة النشر وتوسعها في العالم.

Email