ياسمين

سلعة مجانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلنا نشتري الوجبات السريعة التي يكثر الحديث عن مخاطرها وضرورة تجنبها.

ونحن بين فترة واخرى اما مضطرون لشرائها او من باب التجربة والفضول لكننا ندفع ثمنها.

واسعارها في ارتفاع مستمر ومع ذلك يقوم معظمنا بالرغم من التذمر بدفع ثمنها ولا نطالب البائع بتخفيض سعرها ولا نساومه على السعر. كما ان العديد من البشر يدفع سعر السيجارة والمدوخة. بالرغم من مخاطرها على الصحة وتأثيراتها السلبية على قدرات الانسان الذهنية.

وقد يكتب البعض مجلدات في اضرارها. ومع ذلك يدفع المشتري سعرها راضيا بما يقوم به. ولو أتينا على سعر انواع من القهوة السريعة في بعض المقاهي فإنها تتجاوز الاربعة عشر درهما. وقد يصل سعرها الى خمسة وعشرين درهما. وتوضع في اكواب كبيرة.

تكون بكمية تفوق حاجة الانسان. ولا نساوم في سعرها وندفع ثمنها راضين بما نقوم به.

وعندما نأتي على الكماليات الحياتية مثل: ديكورات المنازل والسيارات. فإنه وبالرغم من ارتفاع أسعار بعضها إلا أننا نقوم بدفع ثمنها متفاخرين بذلك وتأخذنا النشوة بما انفقنا من اموال. وخير مثال على التباهي والتفاخر ما يقوم به معظم البشر وفي مختلف بقاع الارض في حفلات الاعراس واقامة الولائم والصرف غير المبرر في كثير من الاحيان. بل ان الديون تتراكم على الانسان من اجل تسديد مستحقات لكماليات لا ضرورة لها. وقد يشتري الفرد منا كمية كبيرة من الملابس والاحذية تفوق احتياجاته ويملأ بها خزائنه. لاستخدامها مرة واحدة.

وعندما تضيق الخزائن يتبرع بها بحجة انه يحب ان يتصدق بما لديه للفقراء والمساكين. وفي الواقع يكون انفق معظم ما في جيبه غير متأسف على المبالغ التي انفقها. ويسافر معظمنا منفقا ما جمعه طوال العام في عشرة ايام. وكأن السفر فرض عين على كل فرد منا. وعندما يعود يكون مسرورا بما انفقه. وفي بلاد الغربة هناك من يشتري كل ما تقع عيناه عليه. إذن كل شيء له ثمن وسعر. إلا الكتاب فإن معظم البشر يرغب بالحصول عليه مجانا وبلا ثمن، فهل الكتاب سلعة مجانية؟

Email