رغم النكسة الاخيرة في الاسواق الناشئة بانهيار عملاتها واسواقها كما حصل مع الروبية الهندية عندما سقطت سقوطا حرا في الاسابيع الاخيرة كانت الاسواق الامريكية والاوروبية وبالاخص الالمانية تحطم الأرقام القياسية وتمحي اّثار الازمة العالمية.

طبعاً اسواقنا تفاعلت مع هذه الموجة وان كان بنسبة اقل .نستعرض في هذا المقال الاسواق العالمية وكيف ازاحت ازمة اليورو قادة أوروبا السياسيين ووحدها التي بقيت صامدة وتفوقت على الأزمة العالمية ومشاكل الديون الأوروبية وهي انجيلا ميركل المستشارة الالمانية وزعيمة اوروبا في السنوات الاخيرة والتلميذة السابقة لهيلموت كول.

نبدأ من المانيا مع المقولة الشهيرة :المانيا بخير ..اوروبا بخير، المانيا التي هي بمثابة " الرافعة " لدول أوروبا ومؤشر داكس الالماني اثبت ذلك بعدما كسر كل الارقام القياسية بوصوله فوق مناطق الـ 8,600 نقطة ومحا خسائر الازمة العالمية التي دهورته الى مستوى 3,600 نقطة في مارس 2009 طبعاً الاقتصاد الالماني ليس فقط اكبر اقتصاد في اوروبا بل هو الاكثر اّمانا وواضح ذلك مع نسبة العائد على سندات المانيا.

والتي في بعض مراحل الازمة وصلت الى عائد سلبي أي الناس يدفعون عائدا الى االدولة الالمانية بدلا من تلقيهم وهذا يدل على متانة ووضع الاقتصاد الالماني. طبعاً هناك الكثير من الانتقادات لالمانيا بانها استفادت من مشاكل اليورو على حساب جيرانها.

ميركل الوحيدة بين كل زعماء اوروبا التي لم يستطع اليورو أن يهزمها فأسماء كبيرة سقطت بسبب ازمة الديون الاوروبية من جورج باباندريو رئيس وزراء اليونان وابن اندرياس باباندريو إلى اسبانيا مع خوسيه لويس ثاباتيرو الزعيم الاشتراكي ورئيس الوزراء اّنذاك والذي واجه فقاعة عقارية اسبانية .

بالاضافة إلى ازمة اليورو ومرورا بايطاليا مع سيلفيو برلسكوني الذي يعد اهم شخصية سياسية منذ الزعيم موسوليني .وعدا مشاكل اليورو واجه مشاكل شخصية طلاقه من زوجته ودعاوى مرتبطة بفضائح اخلاقية.انتقالا الى بريطانيا مع حتى شخص مثل جوردون براون الذي يعتبر من اهم الاقتصاديين

وكان يشغل ايضا في السابق منصب وزير االخزانة ايضا براون ورغم ان اليورو ليس عملة بريطانيا ولكن تأثير الازمة

وقوتها وخصوصا امتدادها بين البنوك ادت الى خروج براون والذي شكل ثنائيا لدودا مع رئيس الوزراء السابق طوني بلير

طوال 25 سنة من الحياة السياسية وخسارة حزب العمال وعودة حزب المحافظين إلى الحكم مع رئيس شاب ويتمتع بكاريزما قوية وهو ديفيد كاميرون.

اما في فرنسا فاليورو واجه هذه المرة رئيس الجمهورية اّنذاك نيكولا ساركوزي والذي كان اقرب شخص لميركل وشكل معها ثنائيا في السنوات الاخيرة في حل مشاكل المنطقة الى درجة ان الصحافة اطلقت عليهما اسم "ميركوزي".

ساركوزي ورغم المامه بالملف الاقتصادي لاوروبا وتدخله في التفاصيل الدقيقة للازمة الاوروبية لم يستطع اقناع الفرنسيين فذهبوا للتصويت ضده اكثر من التصويت لمنافسه الرئيس الحالي فرنسوا هولاندفخسر ساركوزي بسبب البطالة المرتفعة ورغم انه في الاسابيع استطاع ان يقلص الفرق بشكل كبير وكان من الممكن ان يفوز لو كان هناك مزيد من الوقت قبل اجراء الانتخابات.

اما الداو جونز والذي وصل مع انهيار مصرف ليمان براذرز والازمة العالمية الى مستويات 6,470 نقطة في فبراير 2009

ومنذ ذلك الوقت دخل في موجة صاعدة ووصل الى مستواه القياسي قبل الازمة عند 14,200 نقطة وتزامن ذلك ايضا مع خروج وزير الخزانة السابق تيموتي جايتنرثم تخطيه حاجز الـ 15 الف نقطة الى ما فوق 15,650 نقطة وتحطيمه كل الارقام القياسية، وكل ذلك بفضل برنامج التيسير الكمي الذي كان الدافع الاساسي والرئيسي للاسواق وتسجيله هذه الارقام

وحاذ حذوه ايضا مؤشر ستاندر اند بورز 500 والذي سجل قمة تاريخية جميلة فوق 1,700 نقطة.