ياسمين

البقلاوة وأخواتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أغدق علينا الأتراك حلوياتهم بكافة أنواعها وأشكالها ونكهاتها، منذ أكثر من أربعة قرون، وانتشرت هذه الحلويات في بلاد الشام ومصر واليونان وأذربيجان، ومنها انتقلت إلى دول الخليج في الأربعين سنة الماضية، بالإضافة إلى أنحاء من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وأصبحت المناسبات الملاح تشبع بالبقلاوة وأخواتها من القطايف والبسبوسة والكنافة وراحة الحلقوم، كما تنتشر لدينا أخوات البقلاوة من طرف الأم، وهي الزلابيا واللقيمات والسمبوسة الحلوة، وجميعها متخمات بالسمن الحيواني والزيت النباتي والسكريات والمكسرات، فالقطعة الواحدة التي لا يزيد وزنها عن بضعة غرامات، تحتوي على كمية من السعرات الحرارية تفوق في العادة ما يحتاجه الجسم، فما بالك بمن يلتهم القطعة تلو القطعة..!

في الحي الذي أسكن فيه، تم افتتاح محل للبقلاوة وأخواتها.. كنت أتساءل في قرارة نفسي، أننا لم نتخلص من مخاطر المعجنات والشاورما والمشروبات الغازية والبطاطا المقلية... ليحل علينا محل البقلاوة وأخواتها ضيفاً جديداً، فكم ستكون هذه البقلاوة سهلة التداول وفي متناول الجميع على مدى الساعة؟ إن التهام هذه الأطباق من الحلويات لا يساعد على تناول الأغذية الأخرى التي يكون الجسم بحاجة إليها، مثل الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم الحمراء والبيضاء الطازجة.

ولكن، التمور منتشرة في بلادنا وهي غنية بالسكريات البسيطة المفيدة للجسم، أي أن الجسم يمتصها بسهولة، وفيها كمية مرتفعة من البوتاسيوم.

وتناول التمر مع منتجات الألبان الغنية بالكالسيوم، يساعد على بناء العظام والأسنان، فالعظام والأسنان يحتاجان إلى عنصري الكالسيوم والبوتاسيوم معاً، وليس أحدهما، بالإضافة إلى احتواء التمور على كميات مناسبة من الحديد.

فتناول التمور التي يوجد منها حول العالم ما يقارب ستمائة صنف، حسب الدراسات بعيدة المدى، وفي الإمارات تم تسجيل ما يقارب مائة وخمسين صنفاً، تساعد على بناء العظام والأسنان ومفيدة للصحة الفسيولوجية للجسم، لاحتوائها على كميات منخفضة من الصوديوم. وهذه الأصناف تتفاوت في محتواها من السكريات والمعادن، ولكن التمور لا تحتوى على كميات مناسبة من الفيتامينات، ويمكن اعتبارها مصدراً للمعادن وليس الفيتامينات.. ويفضل تناول التمور على الريق.

ونحن بدورنا علينا واجب تعريف الأجيال بمختلف الأصناف، وأيضاً أن نكون قدوة لهم في تناول الوجبات الصحية، والابتعاد قدر الإمكان عن ما يسبب البدانة والتخمة والتلبكات المعوية، وانعكاساتها على مشاكل القلب والكوليسترول.

Email