ياسمين

الأغذية الفارغة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا ننكر أننا شعب يتناول المشروبات الغازية بكثرة، بل إن البعض منا يصحو من نومه وبدل أن يشرب الماء يلجأ إلى علبة المشروبات الغازية، وعند تناول وجباتنا الغذائية اليومية في المنزل أو خارجه، نجد المشروبات الغازية حاضرة، وفي معظم المناسبات من ولائم أعراس وأعياد ميلاد ودعوات رسمية واجتماعية، تحتل المشروبات الغازية موقعا على المائدة، وبات الجميع يألف ويستسيغ طعمها أكثر من العصائر الطازجة ومنتجات الألبان... ونجد عربات التسوق متخمة بعبوات المشروبات الغازية، ولا يتردد بعض أولياء الأمور في شراء الأحجام العائلية من عبوات هذه المشروبات، كما نجد أن الممارسات الغذائية الخاطئة تنتقل من الآباء إلى الأبناء..

ومن ملاحظاتي الشخصية أجد أن الأسرة قد تشجع الأبناء على تناول المشروبات الغازية، بتعبئة الثلاجة بأشكال مختلفة منها وبكميات تفوق المعقول.

وعلى الرغم من منع بيع المشروبات الغازية في المدارس، إلا أن الأسر تقدم مثالا سيئا بعدم التوجيه وإرشاد الأبناء إلى أهمية التغذية السليمة، وأن هذه المشروبات لا تعدو كونها أغذية فارغة، وهذه التسمية من خبراء التغذية، وتعني أنها أغذية خالية من القيمة الغذائية والعناصر الأساسية اللازمة لبناء العضلات وصحة فسيولوجيا الجسم وصحة الأسنان ولمعان الشعر وصفاء البشرة..

فالمشروبات الغازية معدومة في البروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف، وبالمثل فإن أنواعا من المقرمشات التي تنتشر بيننا اليوم ويقبل عليها الصغار والكبار، تعتبر من الأغذية الفارغة التي تشعر الإنسان بالامتلاء ولا يتزود جسمه خلال اليوم بالمحتوى الغذائي اللازم لاستمرار صحته البدنية والعقلية.

 فالأغذية الفارغة لا تحتوي إلا على السكريات والماء والأصباغ والمنكهات الكيميائية والكافيين، والاعتماد عليها يوميا كوجبات غذائية يعرض الإنسان لتدهور الصحة وضعف المناعة والضعف العام، وقد يصاب الإنسان بالبدانة وأمراض زيادة الوزن واعتلال سلامة وظائف الأعضاء.. ويقع عبء التخلص من الأغذية الفارغة على عاتقنا كأفراد، وليس على عاتق الباعة والمعلنين عنها.

لا يدرك البعض أن المشروبات الغازية أغذية تحتوي على نسب مرتفعة من السكريات، بالإضافة إلى الماء والأصباغ والمنكهات، أما المقرمشات فتحتوي على نسب مرتفعة من الدهون والكربوهيدرات والأصباغ، أي أن كليهما أغذية فارغة من الفيتامينات والبروتينات والألياف والأملاح المعدنية.

Email