ياسمين

هرولة نسائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوى رمضان بساط الأجر والأجواء الروحانية والتواصل الاجتماعي وأيام التهجد والعبادة، ومعه اختفت الهرولة النسائية نحو المطبخ، ففي رمضان يعتكف عدد ليس بالقليل من النساء في المطبخ، وتبدأ بعض النسوة استعدادهن وتجهيزاتهن المطبخية بوقت كاف ويحرصن كل الحرص على شراء المواد التموينية قبل رمضان ولا يغيب عنهن ادق التفاصيل، وكل يوم من ايام رمضان تفاجأ المرأة أفراد أسرتها بأطباق جديدة ومبتكرة بل انها تبتكر في طرق التقديم، تسعد المرأة كثيرا وهي ترى أفراد الأسرة حول المائدة يتناولون مما حضرت لهم بأيديها، تهدي الجيران والأهل كل يوم وجبة من صنع يديها.

فما بين اطباق الفطور والسحور والعشاء يمر الشخص على مختلف أطياف الوجبات والأطباق والأطعمة المحضرة منزليا، وقبيل موعد الإفطار تجدها تسارع الخطى نحو التجهيزات وملء السفرة بكافة الأطباق المختلفة، وقليلا ما نجدها تشتكي من ازدحام العمل المطبخي، وقد تنشغل عن عبادتها وأمورها الحياتية اليومية من أجل إعداد الوجبات اليومية.

وقد تكون في دوامها وتفكر بالأطباق الرمضانية، ويزداد تداول وتبادل المعلومات عن المقادير وطرق تحضير الأطباق في رمضان، كما أن أحجام الوجبات تكون بازدياد بالرغم من أنها قد تشتري بعض الوجبات من المطاعم الا أنها حريصة على إعداد كل أطباق رمضان بنفسها، وبالطبع فإن الوجبات تزيد عن حاجة أفراد الأسرة في معظم الأحوال، ولكن بمجرد ان ينقضي شهر رمضان نجد المرأة تهجر مطبخها وتتركه للخادمة وقد تكون مولعة بتناول الوجبات السريعة وتجلب انواعاً من الأغذية من المطاعم في كل يوم...

والسؤال الذي يتبادر للذهن، الا يجدر بالنساء أن يهجرن هرولتهن الى المطبخ في رمضان ويحرصن على اعداد الوجبات في غير رمضان؟، إن تناول الطعام في أجواء أسرية يشجع على الترابط الأسري، ويقلل من المشكلات الغذائية وأهمها ارتفاع الدهون والسكريات، واعتلال الصحة والابتعاد عن كل ما هو غير مفيد لصحة الانسان، إن الثقافة الغذائية ضرورية، وتشجيع المرأة لبناتها لمساعدتها في إعداد الاطباق والوجبات يساعد على تهيئتها للحياة المقبلة، كما أن تقدير الزوج يزداد كلما حرصت المرأة على الاهتمام بصحة أفراد الأسرة وإعداد وجباتهم الغذائية بنفسها، فهل يمكن للنساء ان يهجرن المطبخ في رمضان ويكون للعبادة فقط.

Email