ياسمين

لحظة من فضلك

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدنيا اجتهاد ومثابرة وكد وتعب وعمل وأمل، نعمل لأيام طوال ننتظر نتائج أعمالنا ومكافأتنا، الدنيا بها أيام نسامر الليل من أجل إنجاز المهام الصعبة وتحقيق الأمنيات، وقد نضطر إلى النحت في الصخر، والمجاملة والتحمل والتكيف مع كافة الظروف، ونحرم أنفسنا من إجازة أو رحلة أو نضحي بوقت الراحة والنوم والاسترخاء من أجل أعمالنا والانغماس في شقاء الدنيا، علينا أن نعترف بأننا قصرنا في حق البعض في التواصل والاهتمام، تمضي بنا الأيام وقد يكون معظمنا غارقاً في العمل ومسترسلاً في عطائه، يستقطع من وقت أحبائه، ولا يلتفت إليهم إلا شذرات متفرقات خاوية من معانيها فنحرم أنفسنا طعم الفرح، إلا أن بعض المناسبات تستوقفنا وتقول لنا: لحظة من فضلك!

هي لحظة إجبارية لا نملك غير خيار التوقف والتأمل والتفكر فيها ومراجعة انغماسنا في الحياة المادية، لنستبدلها بلحظة فرح ومرح وسعادة وابتسامة ونكتة عابرة، لحظة للتنفيس والترويح والابتعاد عن كل ضجر، ولراحة القلب والجسد، لحظة للواجبات الاجتماعية، لحظة لرد الدين للبشر الذين مروا في حياتنا، فلولاهم لما سعدنا ولما حققنا ولما أنجزنا، اليوم نمنحهم شعوراً جميلاً يفيض بمشاعر رد الجميل والاحترام والتقدير والثناء والشكر، هذه اللحظة التي نقف فيها اليوم بين يدي الجد والجدة والأم والأب والأقارب صغيرهم وكبيرهم، لحظة لوصل الأرحام، نستقبلهم في منازلنا أو نزورهم، نسأل عن أحوالهم، فقط السؤال يُفرح ويُسعد بل يكاد يكون بلسماً للبعض، هي لحظة للتواصل قبل أن يرحل عنا المخلصون، وتتسرب من بين أيدينا لحظات العمر الجميل، لحظة نتراسل بالمسجات وعبر الواتساب والمسنجر وكل أشكال التواصل الحديث والقديم لنقول اقبل يا عيد وامسح آثار الخصومة أو القطيعة أو سوء الفهم أو حقد دفين وتحاسد وبغيضة وغيرة، هي لحظة نقرر فيها، هل تستحق قلوبنا السعادة والفرح وشحنها بالطاقات الإيجابية وطرد كل ما هو سلبي؟

إنها لحظتك الجميلة لاقتناصها في هذا العيد المبارك ولياليه الحالمة المليئة بمشاعر السعادة لكل البشر.

Email