ياسمين

احذروا التبولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكاد تخلو مائدة هذه الأيام من صحن التبولة، فهي حاضرة في ولائم الحفلات والأعراس والإفطار والغداء والعشاء والبوفيهات، وحتى عندما يطلب البعض صحن السلطة، تظل التبولة لها مكانتها الخاصة، تجدها تشارك الناس وجباتهم اليومية في المنازل، كما تفتخر بعض النسوة من العديد من الجنسيات وليست العربية فقط، بأنهن يجدن تحضير التبولة، وأصبحت صحناً دارجاً بين الحضر والبدو، وحتى أني لاحظتها ضمن قوائم طعام المسافرين على متن بعض الخطوط الجوية، وقوائم طعام المرضى في بعض المستشفيات بالدولة.

تتكون التبولة من أعواد البقدونس الخضراء اليانعة والتي تفضل أن تكون قمة "الطزاجة"، وبضع حبات من الطماطم، وبعض أوراق النعناع الزاكي، وقد يضاف اليها القليل جداً من البصل، وتخلط بعد فرمها فرماً ناعماً جداً، وفي العادة تسحق بسكين خاص لفرم التبولة، يعرفه من يحضر التبولة باستمرار، فالتبولة تحتاج إلى فرم وسحق ناعم خصوصاً أعواد البقدونس، تخلط المكونات معاً ويضاف إليها البرغل المنقوع بالماء والليمون ورشة ملح.

فمكونات التبولة صحية وهذا لا شك فيه، إلا انه لدي تحفظ على طريقة التحضير والإعداد والتقديم، فعند سحق التبولة أو حتى الاكتفاء بفرمها فإن العصارة تنساب خارج جدر الخلايا النباتية، وتبدأ هذه المواد بالتفاعلات المختلفة مما يفقدها قيمتها الغذائية، وفي العادة يتم تخزينها أو حفظها لحين تقديمها لمدد تصل إلى ساعات قبل تناولها، خصوصاً في الولائم والمطاعم، فتتعرض إلى المزيد من خسارة القيمة الغذائية، كما قد تتعرض التبولة للتلوث الميكروبي بسبب كثرة الفرم.

لذا أنصح كل من يفضل تناول السلطة أن يتناولها كقطع كبيرة ولا يعمد إلى فرمها أو سحقها، أيضاً من الضروري التنويع في السلطات وتناول الخس والملفوف والخيار والفجل وأوراق الزعتر البري والبصل الأخضر وممكن إضافة حبات البازلاء الخضراء واللوبيا المطبوخة، وهذه المحتويات لا يشملها طبق التبولة.

Email