ياسمين

من المطعم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت إجادة طهي الطعام أحد مقاييس الفتاة عند خطبتها، ويتم تعليمها منذ نعومة أظافرها على إعداد الطعام والاهتمام بالمذاق، خصوصاً عند زيارة الأهل والأقارب فإن الفتاة تحرص على إعداد بعض الأطباق بنفسها، ولم يكن لديها مجال للتفكير في التردد لعدم الطهي أو الاعتذار عن عدم المساعدة في الطهي مع الجيران وإعداد الولائم، وطرأ تحول مع بدء التحاق الذكور والإناث على حد السواء بالمدارس النظامية، حيث أخذت حصة التدبير المنزلي حيزاً في الجدول الدراسي الأسبوعي للفتاة، لفترة زمنية ليست بالقصيرة تتعلم آداب إعداد المائدة والعناصر الغذائية وأهميتها وطرق الطهي السليم، وبعض الأطباق الشهيرة، لتحذف حصة التدبير من المناهج الدراسية للطالبات واستبدالها ببرامج حياتية مختلفة، واستمرت وتيرة الحياة بالتتابع والتسارع وتغيرت الأنماط وأدوار المرأة، واحتاجت إلى الخادمة والمربية لمساعدتها في إدارة شؤون المنزل، وأصبحت المرأة هي العاملة والقيادية والموظفة والأم والزوجة.

وبالرغم من أنه لا يكاد يخلو منزل من الخادمة والطباخ، إلا أن الإقبال على المطاعم أصبح منقطع النظير، والملفت للنظر أيضاً أن برامج الطبخ التلفزيونية ومواقع الطبخات والأغذية تلقى رواجاً، ليس ذلك فحسب بل إنها تقتني كتب الطبخ الباهظة الثمن ولا تشتكي من سعرها ولا تفكر في المساومة، وأكثر من ذلك فهي تلحق الخادمة بدورات تدريبية في الطبخ، من الملاحظ أن بعض النساء يعتبرن الطبخ وإعداد الطعام والاهتمام بشؤون المطبخ انتقاصاً من مكانتهن العلمية والعملية والثقافية والاجتماعية.

تناسى البعض أهمية العناية بالغذاء وشراء الجيد من الأغذية، وأهمية شراء المنتج الغذائي الطازج والعضوي، وأهمية الاهتمام بتخزين الطعام وحفظه بالشكل الذي يحقق سلامة الغذاء ويقلل من الفاقد في عناصره الغذائية، الغذاء هو الخطوة الأولى في الوقاية من الأمراض ويحقق الألفة الاجتماعية.

Email