لطالما حاول العالم تحليل أسباب تميز دبي سواء باعتماد مقاربات اقتصادية أو جيوسياسية، فبرزت العديد من النظريات والآراء التي ترصد استراتيجيات الإمارة الطموحة وتستعرض مقوماتها، لكن الأيام أثبتت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله هو وحده من استطاع بلورة العامل الأهم في نجاح دبي.
فسموه الملهم وصاحب الرؤية السباقة، إذ فاجأ العالم، كعادته، بصياغة وتبني مفهوم الطاقة الإيجابية بأبعاد جديدة في القمة الحكومية أخيراً، يستدعي التفاعل السريع مع مضامينه لبلوغ الغايات النبيلة التي يريدها سموه.
تتجسد الطاقة الإيجابية في مختلف نواحي الحياة في دبي، المعيشية منها أو الحكومية أو الاقتصادية، كما تنعكس في مسيرتها الشهيرة بخطط سموه التي لا تعرف حدوداً للمستحيل. وهذه الطاقة لا تتأثر بالأجواء السلبية التي ولدت من رحم الهزات الاقتصادية الدولية. فبينما كان العالم يتقشف في النفقات إثر أزمة الإئتمان، افتتحت دبي أطول برج في العالم وأطول مترو في العالم، وأكبر مركز تسوق في العالم، وعندما شعرت دبي ببطء المنافسة مع نظيراتها، بدأت تنافس نفسها وتتفوق على انجازاتها وتواصل تحطيم الأرقام القياسية.
ولا يمر شهر إلا وتتصدر دبي الأخبار العالمية بابتكاراتها ومبادراتها غير المسبوقة، فهي "تهوى" سباقات المراكز الأولى على " هوى" الفوز الدائم لفارسها في سباقات القدرة.
اتقنت الإمارة فن التميز وباتت "دبي" عنواناً للجودة، ومدرسة لرجال الأعمال المبتدئين، وأصبحت وجهة أولى للباحثين عن الفرص والنجاح في قلب بيئة اجتماعية واقتصادية متكاملة وعصرية تحفز كل من يعيش فيها أو يرصد واقعها وتوجهاتها على التفكير بمنظور مختلف ومواجهة التحديات مهما اختلفت كماً ونوعاً.
إن طاقة دبي الإيجابية، بحيويتها وابداعاتها وتألقها دائماً وأبداً هي الوقود الحقيقي وراء حظوظ الفوز باستضافة اكسبو 2020، وهي ميزة نادرة قد لا تتوفر لغيرها، فدبي رسمت لنفسها مستويات مختلفة وطموحات مغايرة لنظرائها بسباق دائم نحو المركز الأول. كما أن الطاقة الإيجابية هي أحد أسرار نجاح الاماراة وستبقى بمثابة المحفز لمسيرة التنمية والإبداع.