ياسمين

المدير حامل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعمل بجد واجتهاد لتطوير عمل المؤسسة ولإثبات مهاراته الإدارية، فبعد أن حصل على درجة الماجستير في إدارة المشاريع، وطبق بعضاً من معايير التميز والجودة، بدأ المسار الوظيفي لكل موظف يحقق إنتاجية قصوى، ونسبة الرضا الوظيفي في تحسن يوماً بعد يوم، لابتكاره وتحديثه أنظمة وإجراءات عمل بمؤشرات قياسية دقيقة، وبقي أمامه تحدٍ ضمن تحديات أخرى تواجهه، وهو تكرار غياب سكرتيرته التي تجتهد في عملها، ولكنها تغيب فجأة وتعاود الظهور بعد غياب يوم أو يومين، ثم تقدم إجازة مرضية أو تستقطع من رصيد إجازاتها.

خلال فترة الخمس سنوات المتتالية مع نفس السكرتيرة، لم يستطع أن يحد من الغياب المفاجئ وتكراره، فلا يكاد ينتهي الشهر إلا والإجازة المفاجئة في كل أسبوع له بالمرصاد، يرتبك العمل ويتأخر سير البرامج وتلقى الأعباء على موظفين آخرين، وعندما بدأ الموظفون بالتذمر من عدم الترتيب المسبق للإجازة وتسليم مهام العمل لموظف آخر بشكل انسيابي، كان لابد للمدير أن يتخذ موقفاً حاسماً للحد من الإجازة المفاجئة المتكررة.

الكل يدرك أهمية الإجازة بين فترة وأخرى، ولكن المشكلة هي تكرارها وعدم ترتيب أولويات العمل، بدأ المدير ينصح ويرشد ويوجه إلى أهمية التنسيق وعدم الغياب المفاجئ، وتسليم المهام مسبقاً، وعقد اجتماعات يؤكد فيها على الحرص على عدم إرباك العمل، لم تجدِ النصائح نفعاً، ومع استمرار إرباك العمل، قرر إلحاق السكرتيرة بدورة تدريبية والتركيز على أهمية الإنتاجية في العمل والتطوير الوظيفي.

استمرت المشكلة والموظفون يتذمرون بسبب الإجازات المفاجئة، خصوصاً عندما تسبق عطلة نهاية الأسبوع، عندها اتخذ المدير إجراء أكثر حسماً ووجه الكلام إلى سكرتيرته بأنه لن يتم النظر في الإجازات المفاجئة واعتبارها غياباً وهو قرار لن يتراجع عنه، أجابته السكرتيرة بأنها حامل وتتعرض لوعكات صحية متكررة ولا تستطيع التحكم في هذه الأعراض.

 بادرها المدير قائلاً: ألا تدركين أن جميع المديرين حوامل، فأنا أيضاً حامل مسؤوليات أثقلت كاهلي ومع استمرار الشكاوى قد أخسر وظيفتي.

Email