ياسمين

الخادمة والسكري

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقيقة بات الجميع يدركها أن السكري يداهم أكثر من نصف سكان الامارات، ويؤكد المختصون أن أنماط المعيشة أهم أسباب انتشار السكري بين أفراد المجتمع، إلا أن التفكير يقودني إلى أحد أسباب التحول إلى النمط الحالي في أسلوب الحياة، وهو وجود الخادمة في المنزل، فالخادمة تقوم بجميع المهام من كي الملابس وإعداد الطعام وغسل الأواني وكنس المنزل والعناية بالحديقة وتنظيف السجاد، وهي أعمال كفيلة بحرق السعرات الحرارية، ولكن الخادمة تقوم بحرق أعصاب الكثير من السيدات وبعض الرجال أيضا، من كثرة المتابعة والتدقيق والإشراف على عملها وأدائها ومدى عنايتها بالأطفال، وبعض الخادمات يجلبن بالفعل التوتر ويتسببن بإرهاق السيدات، ناهيك عن المشادات الكلامية وما ينتج عنها من ضغط نفسي، بعض السيدات في حيرة من أمرهن، هل تغض الطرف عن الهفوات والمشكلات التي تتسبب فيها الخادمة نظرا للحاجة إليها أم تلجأ الى أسلوب المواجهة وهي بدء إعلان الحرب بين السيدة والخادمة.

ويرتفع ضغط الدم أكثر لدى السيدة عندما تكتشف أن الخادمة قد تزوجت زوجها أو ابنها وأنها حامل وقد شارفت على الولادة، وهي لاحول ولا قوة لها، وأصبحت الخادمة سيدة المنزل، تتقاسم معها منزلها وتجلب الخادمة لها خادمة تخدمها، أما سيدة المنزل الأولى فتعيش في تدهور صحي وتواجه اللوعة والقهر وتأنيب ضميرها وتطلب الطلاق.

لو أمعنا النظر جيدا واعتمد الفرد على نفسه في إدارة شؤون حياته وابتعد عن المبالغة في بناء منازل كبيرة واسعة، وقام بأعماله المنزلية بالتعاون مع شريك حياته، وبعض الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، لكان قد تخلى عن ارتفاع ضغط الدم والتوتر الناتج من وجود الخادمة، ولأصبحت الاسرة متماسكة أكثر ومتعاونة ومترابطة وحرص على تحضير غذائه بنفسه، وأصبح صحياً أكثر، وتجنبنا الفراغ وفقدنا سعرات حرارية بدل أن نفقد أعصابنا.

والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا ترهق المرأة نفسها بجلب خادمة الى منزلها تنهب من صحتها وطاقتها وتغتال فرحتها وتذهب زهرة شبابها وتقوم بارتكاب الجرائم وما إلى ذلك من مخالفات تترك آثارها على الاسرة والمجتمع، لا نزال نستسهل وجود الخادمة ولا ندرك تبعاتها.

Email