ياسمين

عندما استمع إليّ زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

غلبني الحزن وتملكني الهم، وضعفت حيلتي، ولم أعرف من أخبر عن مصيبتي وبلائي، فقد خارت قوتي ولا أملك إلا سبيلاً واحداً وهو الاستعانة بالله، والأخذ بالأسباب والبحث عن طريق للحياة، وأمسكت الورقة والقلم وكتبت خطاباً لرئيس دولتي، مؤسس الدولة الاتحادية الشيخ زايد، رحمه الله، حدث ذلك قبل أكثر من سبعة عشر عاماً، عندما كنت حديثة التخرج في الجامعة، كتبت خطاباً ونقحته في صفحة واحدة وأرسلته عبر البراق، لم يكن في الحسبان أن يصلني خلال سويعات اتصال هاتفي من رئيس دولتي، يسأل ويستفسر عن حالي، وجدت من يستمع إليّ ويهتم لشأني، لم يكتفِ بذلك بل كلف من يتابع الموضوع، وتلقيت اتصالاً هاتفياً مساء اليوم نفسه من شخص قد كلفه رئيس الدولة بالمتابعة، كان الاتصال بلسماً لروحي وجروحي وحزني وألم عيوني، أزاح عني ما أثقل قلبي بغيوم الهموم وأراح خاطري المهموم، وأذاب جبال الأحزان، ارتحت لأنني وجدت من يتفهمني ويسأل عني، نسيت ذلك الهم الكبير وقسوة الأيام التي مرت بي، اتصال رئيس دولتي لا يوصف، عمل إبداعي خارق، حلق بي إلى البعيد إلى حضن السعادة.

بعدها لم أرغب بالمطالبة بحقوقي، واكتفيت بفرحة اتصاله وبدأت حياة جديدة ملؤها الراحة والطمأنينة، استمددت من كرمه ولطفه طاقاتي الإيجابية، أفرح بذلك الاتصال والاهتمام، كلما مر بخاطري طيف الأحزان، كم أنت عظيم يا زايد في حياتك ومماتك، علمتنا مواقف خالدة في ذاكرة التاريخ ينهل منها كل جيل، مدرسة زايد أنارت الطريق ورسمت دروب الحياة.

وهنا أقول، إن الله سبحانه وتعالى حبانا وأنعم علينا من فضله بقادة يحبون شعبهم ويعملون على سعادته.

 وقد وضع زايد، رحمه الله، خطته الاستراتيجية والمكونة من هدف رئيسي وهو «سعادة شعبي»، فبذل الغالي والنفيس من أجلنا ولم يبخل علينا بمشاعره ووقته، فكان حريصاً على شعبه وعلى كل إنسان يقيم على أرض الإمارات ولا يتوانى في خدمتهم، إننا لم نختر زايد ولم ننتخب زايد ولكنه رحمة من الله، لأننا شعب مخلص وولاؤنا لقادتنا، ولذلك لا أؤمن بالانتخابات وخياراتي، أؤمن فقط باختيار رب السموات والأرض، اللهم ارحم زايد وأسكنه فسيح جناتك.

*الموقف حدث لي شخصياً.

Email