طيران الإمارات تحلق بإنجازاتها في سماء العالمية (2-2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاعت طيران الإمارات أن تنقل حوالي 200 مليون مسافر خلال السنوات العشر الأخيرة، سافر منهم 34 مليونا عام 2012 بزيادة نسبتها 8% عن العام الذي سبقه. وتمكنت الشركة في نفس هذه الفترة، من تحقيق دخل قدره حوالي 334 مليار درهم، 62 مليارا منها تم تحقيقها خلال السنة المالية 2011/2012، محتلة بذلك المركز السادس عالميا والأول على مستوى الشرق الأوسط، مقارنة مع بقية شركات الطيران.

أما بالنسبة لصافي الأرباح فقد بلغ 2.3 مليار في السنة ذاتها، وبما يعادل 26.6 مليارا خلال السنوات العشر الأخيرة. وبلغت نسبة الزيادة في عدد الموظفين أكثر من 17% خلال السنوات العشر الماضية، باستثناء السنة 2011/2012 حيث بلغت نسبة الزيادة 9%، بينما لم تبلغ هذه النسبة أكثر من 3% في الكثير من شركات الطيران الأخرى.

 وعلى سبيل المثال، بلغت نسبة التوظيف في شركة لوفتهانزا 1.7% عام 2011، بينما بلغت الزيادة في شركات الطيران الأمريكية 2.7%، أما السنغافورية فقد ازداد عدد موظفيها بنسبة 2.4%. وهذا دليل واضح على مدى النمو الذي حققته الشركة خلال الفترة المذكورة.

أما في قطاع الشحن فقد حققت طيران الإمارات نجاحاً كبيراً، حيث قامت بنقل 1.8 مليون طن خلال السنة المالية 2011/2012، وبقيمة إجمالية قدرها 9.5 مليارات درهم، لتحتل الشركة المرتبة الخامسة عالمياً في مجال الشحن الجوي.

لقد أصبح قطاع الطيران يشكل مصدرا مهما في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، بفضل إنشاء شركة طيران الإمارات، وذلك من خلال مساهمتها في الأنشطة الاقتصادية، ورعايتها للعديد من الأنشطة المختلفة، وخاصة الرياضية على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى دورها في إبراز مكانة وسمعة دبي عالميا، من خلال النجاح الذي حققته في مجال الطيران. وبناءً عليه فإن مساهمة الشركة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي عام 2010، قدرت بنحو 27 مليار درهم، أي ما يقارب 9.3%.

ولم تقتصر مساهمة طيران الإمارات فقط على الاقتصاد المحلي، بل تعدته لتشمل اقتصاديات الدول التي تستقبل طائراتها، فقد بلغت مساهمتها المباشرة في تنشيط قطاع السياحة في أستراليا ما يقارب 5 مليارات درهم، وحوالي 4.4 مليارات درهم في سياحة شبه القارة الهندية.

وتلقت طيران الإمارات دعما أوليا عند إنشائها عام 1985 من حكومة دبي، بلغ 37 مليون درهم كرأسمال أولي لتأسيس البنيات الأولية للشركة، إضافة إلى مبلغ 323 مليون درهم استثمرت في إقامة البنية التحتية وتأسيس مركز تدريب الإمارات للطيران، وتأجير طائرتين عند بداية المشروع. وقد تم تسديد هذه المبالغ بفوائدها إلى الحكومة، من خلال توزيعات أرباح بلغت قيمتها الإجمالية 8.4 مليارات درهم حتى وقتنا الحاضر.

أما بخصوص موضوع الدعم غير المباشر من الحكومة، فالحقيقة هي أن شركة طيران الإمارات تقوم بشراء الوقود بالأسعار السائدة في السوق أسوة بالشركات الأخرى العاملة في دبي. وكذلك الحال بالنسبة لرسوم التسهيلات التي يقدمها مطار دبي.

أما بالنسبة للتمويل، فإن طيران الإمارات تقوم بتمويل مشروعاتها من أدوات التمويل المعروفة والمتوفرة في الأسواق المحلية والعالمية، بالإضافة إلى الدخل المتوفر من الأرباح التشغيلية المحققة. وقد استطاعت الشركة توفير ما يعادل 95 مليار درهم خلال السنوات الماضية، بذات الطريقة.

وتعتبر رواتب العاملين في شركة طيران الإمارات من أفضل الشركات العاملة في صناعة الطيران، مقارنة بالأوضاع المعيشية في دولة الإمارات ودبي خاصة، إذ إن دخل الفرد في طيران الإمارات أعلى من زملائه العاملين في ذات المجال في الشركات الأخرى العاملة في دبي.

إن ما نراه اليوم، هو طيران الإمارات التي انطلقت قبل 28 عاماً باستثمارات زهيدة، ولكن بإرادة قوية لا يحدها غير السماء، إنها الإرادة التي دعمتها رؤية القائد وحسن التخطيط والتنظيم والتفوق الإداري، إنها الشركة التي تعلمنا منها التحدي والجودة والتميز، إنها السياحة والتجارة والطيران، بل هي الاقتصاد كله لما لها من تأثير واضح وجلي على جميع القطاعات الاقتصادية في الدولة.

إنها الواقع والحقيقة والنجاح، لأنها لا تعترف إلا بلغة الأرقام، إنها الشركة التي تسير بخطى ثابتة وثقة تامة، غير مهتمة بما يحاك ضدها من صعاب وتحديات للنيل من سمعتها وتقدمها، لأنها تدرك أنها تمضي وتعمل وفق الأنظمة والقوانين المطبقة دوليا في مجال الطيران، ولذا عجزت شركات الطيران عن منافستها بالطرق المشروعة، فحاول البعض إعاقة سرعة تقدمها بطرق مختلفة وغير مشروعة، ولكن دون جدوى.

في الختام، نشيد بدولتنا التي استطاعت بفضل قيادتها الرشيدة أن تتبني مثل هذه المشاريع الرائدة والعملاقة، والتي تمكنت من اقتحام غمار التحدي والمنافسة بكل جدارة واقتدار، إنها المشروع الذي ولد ليبقى عملاقاً وعاليا فوق السحاب حاملا علم واسم الإمارات.. فكل الشكر والامتنان والتقدير للقيادة التي أوجدت هذا المشروع، وهنيئا للقيادة التي استطاعت أن تدير هذه المؤسسة بكل حكمة وذكاء، لتصبح مشروعاً أنموذجاً يحمل سمات النجاح والتفوق بكل المقاييس.

 

Email