فضاء الذكريات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو عدنا إلى الوراء قليلاً سوف نتذكر تفاصيل حياتنا الماضية التي وإن مضت إلا أن ما فيها قد يسعد خواطرنا، ويبلل جفاف حياتنا اليوم.

فحين نتذكر لحظاتنا قبل سنوات كانت أشبه بتغاريد جميلة تعانق فضاء أرواحنا بالأصوات الطربية الأصيلة، فيما لو تعمقنا في نفوس الأهل والجيران وأيضاً المعارف لاكتشفنا الفرق بين اليوم والأمس، وما تركت من الأثر في نفوسنا حتى الآن، ما زلت أتذكر تلك (السكيك) التي جمعت بيننا ورفقة الطفولة والصبا.

حيث كانت تحمل لنا عبق الحب والبراءة وصفاء النفس والسريرة الطيبة أيضاً لو سرحنا أكثر لعرفنا مقدار ما يكنه الجار لجاره السابع والتاسع والعشرين، ولو ابتعدنا قليلاً إلى بعض اللحظات البعيدة لانتعشت ذاكرتنا الهرمة وعادت يافعة مكتفية بالسعادة، هناك أشياء أكثر جمالاً لمجرد أن نفكر بالتفاصيل تلك تبقى ذاكرتنا حتى الآن ممتلئة بالطفولة.

وأول بواكير الشباب هنا نحتاج فقط إلى إسعادنا ولو لبرهة من الوقت نحتاج أن نبتسم للحظة لا نرغب بها عادية فأيامنا اليوم تجري بنا سريعاً بلا إحساس ولا طعم ولا حتى رائحة، تنتشي بها الأنوف من قِبل المحيط بنا، للحظة كُنت دوماً أشعر أن هناك كانت مشاعرنا أكثر بياضاً وأكثر جمالاً وأكثر دفئاً، وهناك ملامسة وجدانية من الروح للروح أيضاً ما زالت خطواتنا آثارها باقية على شوارع الحياة بين زقاق الأحياء والفرجان.

Email