فوق بيتنا علم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأول من نوفمبر عام 2011 كتب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، عبر حسابه الشخصي على "تويتر" قائلاً: "أتمنى أن نرفع علم الإمارات فوق كل بيت"، ومنذ أن قرأت تلك التغريدة تشجعت لأن أساهم في تحقيق أمنية سموه، ففي أقل من ساعة أطلقت - بتوفيق من الله تعالى - حملة أسميتها "فوق بيتنا علم" لتشجيع رفع علم الإمارات فوق المنازل احتفاءً باليوم الوطني الأربعين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وما كان من سموه إلا وأن أعاد إرسال التغريدة لمتابعيه وشجع إطلاقها ودعمها بشكل مستمر، فكانت البداية مع حملة حققت بفضل من الله تعالى نجاحاً كبيراً طال مختلف مناطق الدولة من شرقها لغربها.

إن مواقع التواصل الاجتماعي هي مساحة مفتوحة للحوار وطرح الأفكار لم تكن موجودة في السابق، وهي كذلك أرض خصبة لكل ما هو إيجابي ويسهم في تنمية الوطن، كما يمكن من خلاله استثمار طاقات الشباب وإمكانياتهم لما فيه خير لهم وللوطن، وحيث إن المشاركة المجتمعية تلعب دوراً كبيراً في نماء الدول بل إن بعضها تنجز ما تعجز عنه مؤسسات ووزارات، لذا يجب علينا أن نستثمر تلك الوسائل في رفعة الوطن وتقدمه دون اتكالية أو تسويف، فقد تؤثر فكرة "تويترية" إيجابية تتماشى مع توجهات الدولة والصالح العام للوطن لتحقيق هدف ما، وهذا جزء من ما يُطلَق عليه المسؤولية الاجتماعية للأفراد ، خصوصاً في ظل الانفتاح الإعلامي والتقني وسرعة وصول الأفكار والمبادرات، وهو الأمر الذي أكده لي سمو وزير الخارجية عندما شرفنّي بزيارة لن أنساها إلى منزلنا - وبالتواضع الذي نعهده من قيادتنا الرشيدة- لإطلاق حملة "فوق بيتنا علم" لهذا العام وبمناسبة استعدادات الدولة لاحتفالات اليوم الوطني الحادي والأربعين عندما قال لي: "بأننا سنقدم للشباب المثابر كل الدعم الذي يحتاجه وأننا ندعم كل المبادرات الإيجابية للمجتمع".

زيارة " بو محمد " وكلماته التي خصني بها، وإن قيلت لي شخصياً، لكنني أراها رسالة من سموه لكل شباب الإمارات يحثهم من خلالها على ابتكار المبادرات الإيجابية للوطن التي تزيد من ترابط المجتمع وتقوي من عزيمته وتُشجّع على العمل والعطاء بكل تلك الجهود والأفكار التي يمتاز بها أبناء وطني، خصوصاً أننا نعيش تحت مظلة واحدة وبيتنا بفضل الله وقيادتنا متوّحد.

إن ما نقوم به للإمارات ليس فضل منا عليها، ولكنه واجب وطني تحتمه علينا وطنيتنا ومسؤوليتنا تجاه إماراتنا التي قدمت لنا ما أعجز عن سرده في هذه الأسطر دون مِنّة، كما أنني أستذكر هنا مقولة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ورعاه - بأن "المواطنة ليست امتيازا إذا لم يقترن الانتساب للدولة بولاء مخلص وانتماء صادق وعطاء متفانٍ".

لم أكن أعرف بأن تلك الفكرة والمبادرة ضمن مساحة لا تتجاوز 140 حرفاً، ستحقق كل هذا النجاح حتى إن الجميع بات في انتظار إعلان جديد للبدء في التسابق الجميل لتزيين المنازل، ولكن كل ما كنت أعرفه ومؤمن به بأنه واجب وطني تفرضه علي وطنيتي، ومتيقن تماماً بأن الإماراتيين لا يتوانون عن التفاني في كل ما من شأنه الخير للوطن، وكذلك كل من هو على أرض الإمارات وجزء من نسيجها، ويشرفني أن النجاح الذي تحقق للحملة الذي لا ينسب لي فقط بل كان بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ودعاء والديّ وكل من يرجو من الله سراً بعد كل صلاة أن يحفظ مجتمعنا.

إن رؤيتنا هذا العام هي "علم الإمارات فوق كل بيت" وهي رؤية ليست بعيدة عن أن تكون واقعاً تلمسه العين ويراه القلب فخراً وشموخا، بشرط أن يكون بأفضل حِلة لأن المحافظة على العَلم واجبة على كل منا، لأنه رمز من رموز الوطن.

يتمنى "بو محمد" كما أتمنى من جديد .. أن نرى الأعلام تعلو منازلنا ولا يبقى أحد إلا ويقول: فوق بيتنا علم.

 

Email