أردوغان والدرس المستفاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخيرا التفت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلي الوضع المتأزم في بلاده‏,‏ وترك الشأن المصري لأهله‏,‏ بعد أن أغضب معظم المصريين بتصريحاته وتدخله غير المقبول في الشأن المصري‏,‏ بعد سقوط نظام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.

فبعد أن تصاعدت المظاهرات المعارضة لأردوغان بقوة في الكثير من المدن التركية, وهددت الإنجازات التي حققها علي مدي سنوات حكمه العشر, بادر رئيس الوزراء التركي أمس الأول, بإعلان مجموعة من الإصلاحات السياسية والإدارية, وصفها المسئولون الأتراك بأنها خطوة كبيرة إلي الأمام من شأنها أن تهدئ المظاهرات, غير أن المعارضة تقول إنها لم تتضمن التعديلات الدستورية المطلوبة, كما أنها لم ترض الأكراد, الذين كانوا الهدف الأول لتلك الإصلاحات.

وتقدم الإصلاحات التي أعلنها أردوغان, تنازلات مهمة للأكراد, واعترفت ببعض مطالبهم الأساسية بشكل كامل, وعلي سبيل المثال, فقد تعهد أردوغان في إصلاحاته بإلقاء القسم اليومي, الذي يؤديه الطلاب الأكراد في تركيا كل صباح, والذي يربط بين المواطنة والقومية التركية, حيث من المعروف أن الدستور التركي لا يعترف بقوميات أخري غير التركية, وتطالب القوميات الأخري ـ الأكراد وغيرهم ـ بإلغاء هذا البند من الدستور التركي.

أيضا, تضمنت الإصلاحات التي طرحها أردوغان السماح باستعمال الحروف الأبجدية الأخري غير التركية, غير أن الأكراد يقولون إن الإصلاحات لم تتضمن مطلبا مهما لهم في هذا الصدد, وهو السماح لهم بتعلم لغتهم في المدارس الرسمية.

وتطرقت الإصلاحات إلي موضوع حساس وفي غاية الأهمية, هو قضية الحجاب, وقال أردوغان إن بلاده ستنهي الحظر المفروض علي ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية, بحيث تتمكن النساء من ارتداء الحجاب.

ونحن نأمل لتركيا ولشعبها كل التقدم والرخاء, وأن يركز رئيس وزرائها في شئونها الداخلية ويحقق طموحات شعبها, ولا يدس أنفه في شئون المصريين, أو يرتدي عباءة الخليفة العثماني أو زعيم المسلمين!
 

Email