وحدة السودان

لن يجدي أي تضييق علي حرية الرأي والتعبير في منع الشعب من معرفة الحقيقة والتفاعل معها‏,‏ هكذا يؤكد الصحفيون السودانيون‏,‏ الذين بدأوا إضرابا عن العمل أمس احتجاجا علي الإجراءات التي اتخذتها السلطات السودانية أخيرا للتضييق علي الصحافة والإعلام‏,‏ بعد المظاهرات التي تشهدها المدن السودانية منذ عدة أيام ضد النظام الحاكم‏.‏

ولم تصدر خمس من الصحف السودانية أمس, وهي: القرار والأيام والجريدة والمجهر السياسي, والسوداني, بعد أن طلبت الحكومة السودانية من الصحفيين عدم تناول أخبار المظاهرات, إلا عبر البيانات الرسمية فقط, وتم إغلاق مكاتب فضائيتي العربية وسكاي نيوز, بينما بقيت قناة الجزيرة تعمل بكل حرية لأنها لا تتحدث كثيرا عن الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها المدن السودانية منذ يوم الأثنين الماضي, إثر رفع الدعم عن الوقود, والتي تعد أسوأ اضطرابات يشهدها نظام الرئيس السوداني عمر البشير منذ عدة سنوات.

واذا كان السودان يحتل المرتبة170 من أصل179 دولة في مؤشر حرية الصحافة, الخاص بمنظمة ـ مراسلون بلا حدود الدولية ـ الذي أصدرته في يناير الماضي, فإن الإجراءات التي تجري حاليا ضد حرية الإعلام هناك ستزيد من سوء هذا الوضع, وقد بدأت منظمات إقليمية ودولية كثيرة بالفعل في انتقاد تضييق الحكومة السودانية علي عمل الصحفيين والإعلاميين في البلاد.

إن الشعب السوداني هو الوحيد الذي من حقه أن يختار نظام حكمه, ونتمني لهذا الشقيق أن ينعم بالاستقرار وأن يحافظ علي ما تبقي من وحدة أراضيه.