رحلة العمر.. زمن التأسيس.. ثم التنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو يوم وطنيّ بكل التعريفات والمصطلحات؛ لأن من خطط وأقام هذا الكيان كان تصوره يتسع في فهم المواطن وأسرار الجغرافيا وقوة الخصم وضعفه، وقد تعامل بعبقرية مع كل الظروف والتي لم تكن سهلة ويسيرة، ومع ذلك استطاع المؤسس العظيم تجاوز الزمن بعبقرية من رسَم هدفه وأنجزه بقدرة لا تعرف التراجع واليأس..

المنجزات كبيرة، دمج لقبائل ومدن وأعراف وتقاليد في وطن للجميع، سرّ لا نزال نراه معجزة التاريخ الجديد لحياتنا، ومن أسَّس وقاد، هو من ورّث للأبناء والأجيال ترسيخ هذه الوحدة التي أوصلتنا إلى كل الأرقام الكبيرة في التعليم، والاقتصاد والصحة والبنى التحتية الجبارة التي نشأ في ظلها التصنيع وقوائم المشاريع الأخرى مع نمو في كل المرافق، لأننا لم نعد بلد الرمال والبداوة، بل العلوم والتقنيات والركض في تسارع مع الحاضر والمستقبل..

وبحسابات عامة صرنا جزءاً من قوى العالم المؤثرة، ومركز استقطاب لحركة نهضة كبيرة في معمار الإنسان والأرض، وقوة مادية وروحية، وسلاماً وطنياً حقق معجزة الأمن لشبه قارة تمتد مساحاتها الهائلة على بحار ومناطق يابسة، وتضاريس وعرة وسهلة، وهي مسألة تعادل أي مكسب آخر، طالما نعرف في أبسط الأبجديات أنه بلا استقرار لا توجد تنمية أو حوافز بناء هيكل معماري متكامل، قوة دفعِه ورسوخه المواطن الذي هو حجر الزاوية في العمل التكاملي الشامل..

الملك عبدالله يعتبر امتداداً لإخوته الذين قاموا بمهمات الأدوار الكبيرة، والذين خاضوا تحديات الداخل في التنمية والتطوير، وتحديات الخارج في منطقة لا تزال تعيش حالات عدم التوازن واستقرار الأمن، ومع ذلك كان ولا يزال رجل المرحلة بكثافة العطاء الذي امتد لرؤية المستقبل البعيد، سواء في تطلعه لوطن المعرفة بإنشاء تعليم شامل بأنماط معاصرة، أو جعل الابتعاث هدفاً مركزياً لكسب المعارف والعلوم وتجارب حضارية عالمية أخرى متطلعاً بأن لا نكون بلد المورد الواحد طالما الثروة البشرية هي مركز القوة، أو قوة العمل في خلق تنمية دائمة ومرتكزة على إمكاناتنا المختلفة..

من السهل بناء المدن والطرق، وكل المنشآت التي تذلل عقباتها الإمكانات المادية، ولكن من الصعب بناء الإنسان بدون العوامل التي قفزت به من عصر الأمية إلى مراكز البحث العلمي في مختلف النشاطات، ويكفي أن ننظر إلى كيف نجحت شركات كبرى مثل أرامكو وسابك، وشركات الاتصالات والبنوك والكهرباء وغيرها بإمكانات وطنية مدربة ومتعلمة لترسم خطوط حركة التطور بمقومات هذه الكفاءات البشرية..

لم نكن مجتمعاً ذكورياً يهيمن على مفاصل العمل ويحتكرها، بل اقتحمت المرأة كل الميادين لتثبت أنها إضافة هائلة في ترجمة عملنا وتنمية مواردنا حتى إنها أصبحت ميدان فخر لنا في الوصول إلى مراكز علمية في الجامعات والمستشفيات ومراكز البحث العلمي حتى في الخارج، وقد ظل الملك عبدالله الأب الكبير لاحتضان هذه الرموز الأنثوية ووضعها في مكانها الحقيقي لتترجم بمجهودها حقيقة الأدوار التي تقودها في جميع المواقع التي دخلتها..

من الصعب الإحاطة بكل الأعمال التي تُرسم وتنفذ على أرض الوطن، لكنها شاهد على مراحل التأسيس ثم رحلة التطور، وجني الأرباح التي لا تقف على جيل أو زمن واحد إذا ما عرفنا أننا امتداد إنساني وحضاري يبني لكل المراحل والظروف وثيقة المؤمن بما يعمل ويعطي..

 

Email