فتنة العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرار حرب تفجير المساجد في العراق‏,‏ الذي يستهدف أحيانا المساجد الشيعية‏,‏ وفي معظم الأحيان المساجد السنية‏,‏ التي كان آخرها التفجير المزدوج بعبوتين ناسفتين في مسجد مصعب بن عمير جنوبي مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين‏,‏ أمر يتطلب تدخلا عاجلا من علماء الشيعة والسنة والأزهر الشريف‏,‏ وجميع المؤسسات الإسلامية‏,‏ حتي لو أدي الأمر إلي عقد اجتماع طاريء علي أعلي مستوي لمنظمة التعاون الإسلامي‏.‏

إن أكبر جريمة ارتكبها التدخل الأمريكي في العراق هي تفجير الوضع الطائفي بشكل لم يسبق له مثيل, خاصة مع تدخل بعض دول الجوار مثل إيران لدعم الميليشيات الشيعية, وما استتبعه من حالة استنفار لدي تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به وتدفق عناصره إلي العراق تحت شعار حماية الطائفة السنية.

وإذا كان بعض الساسة العراقيين مازالوا أوفياء للمخطط الأمريكي الرامي إلي تفتيت المنطقة, وتفجير الأوضاع الطائفية, فإن الأمر الآن خرج عن نطاق السلطات العراقية, ولابد من تدخل عاجل من جميع المؤسسات الإسلامية الكبري, وكذلك جامعة الدول العربية التي لم يعد لها أي دور في التصدي لمثل هذه المخططات بسبب الخلافات الموجودة بين الدول الأعضاء.

إن استمرار حرب المساجد في العراق سمتد آثاره إلي الدول المجاورة ثم إلي باقي المنطقة العربية, وسندخل في دوامة من الإرهاب الطائفي, لذا فإن التدخل العاجل لوقف هذه الظاهرة أمر ملح وضروري, ولتكن البداية من الأزهر الشريف, بمؤتمر يدعو له علماء السنة والشيعة, للإسهام في التخلص من هذه الفتنة.
 

Email