سوريا‏..‏ هل ابتعد شبح الحرب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع إعلان سوريا تقديم وثائق انضمامها إلي معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية‏,‏ وتأكيد مندوبها في الأمم المتحدة أن بلاده أصبحت منذ يوم أمس عضوا كامل العضوية في تلك المعاهدة‏.

يمكن القول إن شبح توجيه ضربة ضد دمشق بسبب هذه المسألة قد ابتعد إلي حد بعيد, خاصة أن حجة استخدام هذه الأسلحة من قبل النظام كانت الدافع الرئيسي لإعلان الرئيس الأمريكي أوباما عزمه علي توجيه ضربة لدمشق.

ولا شك في أن هذا الانضمام, وما سبق أن تم إعلانه عن خطة روسية لوضع مخزون الكيماوي السوري تحت تصرف الأمم المتحدة كخطوة للتخلص من هذا المخزون, ينزع بالفعل فتيل لغم الحرب التي كان اندلاعها قاب قوسين أو أدني في الأيام القليلة المقبلة.

ولا يمكن ـ في هذا السياق ـ تجاهل الدور النشط للدبلوماسية الروسية ـ وإلي حد ما الصينية ـ من خلال تطوير تلك المبادرة ـ مبادرة نزع أسلحة سوريا الكيماوية ـ في وقت كانت تتعالي فيه صيحات الحرب وتوجيه الضربة, وهو ما يستحق تنويها وإشادة بالفعل لهذا التحرك الفاعل.

إلا أن ما ينبغي أن نؤكده هو ضرورة استكمال هذا الجهد من خلال تدشين أعمال مؤتمر جنيف2, ومحاولة تطوير مبادرة متكاملة لتسوية الأزمة سياسيا, بحيث يتم التعامل مع كل أبعادها, وصولا إلي حل مرض لجميع الأطراف.. حل من شأنه وضع حد لشلال الدماء المتدفق منذ أكثر من عامين, يجنب المنطقة نهائيا مخاطر الحرب والدمار. فهل يتحرك المجتمع الدولي بالفعالية نفسها لإنهاء الأزمة السورية مثلما تحرك في مسألة الأسلحة الكيماوية؟ هذا هو السؤال!

Email