مناورات إرباك المشهد السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبيل أيام الجمعة من كل أسبوع‏,‏ تحشد جماعة الإخوان المسلمين حوارييها وكافة أتباع التيار الإسلام السياسي لتنظيم مظاهرات تحت اي شعار تسميه القيادات وتجتهد في اختيار المسمي كي يتواءم مع طبيعة الجمعة أو المرحلة‏,‏ فمن رفض الانقلاب إلي إسترداد الشرعية إلي الطوفان إلي مسميات أخري كثيرة سنسمع عنها قريبا‏.‏

ولكن الجديد حاليا هو أن الجماعة تحاول حشد جموع الشباب أو تحديدا ثوار25 يناير كمناورة منها لجذبهم لصالحها والعمل معا ضد مكتسبات(30 يونيو و3 يوليو), ويأتي هذا العمل من قبل الإخوان بعدما تم القبض علي معظم قادتها وفقدانها للقبول المجتمعي.. فقد خرجت الجماعة ببيان هزيل حاولت من خلاله استعادة قدرتها علي الحشد ولكنها فشلت, لأن اللغة المستخدمة كانت ركيكة وقديمة في الوقت نفسه خاصة بعدما تحدث البيان عن ان الإخوان ونظامهم السابق اجتهدوا كثيرا لصالح هذه الامة وان الجماعة لديها الشجاعة الكافية للاعتذار لجميع التيارات الثورية ورفقاء الميدان وشعب مصر العظيم علي ما اقترفته, وأنها دفعت ثمن هذا الخطأ من دماء أبنائها!.

لقد عاد الإخوان الي ممارسة لعبة استجداء الشباب وتحفيزهم علي الوقوف بجانب مسيراتهم ومظاهراتهم الأسبوعية.ويحاول الإخوان أيضا تذكير الشباب بان الجماعة كانت رفيقة الميدان معهم.. ولكن فات علي الإخوان, أن بمجرد تسلمهم السلطة والحكم انقلبوا علي الجميع واكتفوا بخدمة مصالحهم فقط, إما مصلحة الوطن فلم تكن في الحسبان, وهو ما آثار حفيظة الشعب ضدهم وعجل بنهاية حكمهم الذي لو امتد يوما واحدا بعد عام من الحكم, لكانت كارثة محدقة بمصر لا يعلم مداها سوي الله.

المؤكد أن كل مساعي الإخوان ستفشل مثلما فشلوا في الحكم, ولكن يظل مخططهم هو إرباك المشهد العام لإبلاغ رسالة للعالم أولا أن بمقدورهم التدخل في تشكيل الرأي العام في مصر, ولكن هيهات.. فقد فات الأوان.
 

Email