المصالحة‏..‏ ضرورة وطنية قصوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم ما يموج به الوطن من أحداث وتفاعلات ـ بعضها عنيف ودموي ـ ينبغي ألا تقع الأطراف السياسية الفاعلة في إسار هذه اللحظة المتأزمة‏,‏ وإنما عليهم البحث عن حلول ومخارج خلاقة‏,‏ تحفظ على الوطن وحدته وللشعب سلامته‏.‏

إن إعطاء الأولوية لجهود ومبادرات المصالحة يمثل ضرورة قصوى لا ينبغي أن نغفل عنها خاصة في ظل تداعيات الموقف الاقليمي المحيط, والذي يحمل أخطر النذر لمنطقتنا ونحن في القلب منها.

إن اللحظة الراهنة, بكل ما فيها من تأزم وما تحمله من مخاض, تتطلب التسلح بأقصى درجات الحيطة والحذر واليقظة, وكذلك تدعونا للعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل الوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان.

ولعل المبادرات التي أطلقتها مؤخرا بعض القوى, أو تلك التي في طور التبلور والنضوج, تكون بداية لانطلاق عملية مصالحة سياسية شاملة لا تستثني أحدا, أو تقصي أحدا, فالجميع تهمه مصلحة الوطن, والجميع يسعى لما فيه خير المواطن, الذي بدأ يدفع فاتورة باهظة لحالة الفوضى والانفلات, وعدم اليقين التي تمر بها البلاد.

لقد آن الأوان لنقول: كفى للعنف وتعطيل العمل والانتاج, وآن الأوان لننطلق إلى آفاق أرحب تتجاوز ما نحن فيه من مآزق ومشكلات, وتفتح أبواب الأمل للأجيال المقبلة, والتي تتوق إلى غد مشرق مفعم بالتقدم والازدهار.

Email