لماذا لا يتعلم الزعماء العرب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الأمور الغريبة حقا‏,‏ أن بعض زعماء المنطقة العربية لا يتعلمون من أخطاء بعضهم البعض‏,‏ فيرتكبون الأخطاء نفسها‏,‏ مرة ثانية وثالثة ورابعة‏,‏ وأوضح مثال علي ذلك الرئيس السوري بشار الأسد, إن الجميع يعرفون تجربة الرئيس العراقي السابق صدام حسين, وكيف أن استخدامه السلاح الكيماوي ضد مواطنيه في قرية حلبجة كان واحدا من أهم أسباب انقلاب الغرب عليه, وبداية التدخل الأجنبي في بلاده, وانتهي الأمر بإسقاط نظامه, ثم إعدامه هو شخصيا.

واليوم, يكرر الأسد المأساة نفسها في الغوطة بالقرب من دمشق, وكأن هؤلاء الزعماء لا يقرأون دروس التاريخ, وإن هم قرأوا فهم لا يفهمون, ثم تكون النتيجة أنهم بعد سقوط أنظمتهم يندمون ويبكون ويخاطبون شعوبهم قائلين: فهمتكم فهمتكم, كما فعل زين العابدين بن علي في تونس قبل عامين ونصف العام!

لماذا لا تصل صرخات الشعوب إلي مسامع الحكام؟ هل طول مدة بقاء الحاكم المستبد هو ما يدفعه إلي الاستهانة بشعبه إلي هذا الحد؟ هل العيب في الشعوب نفسها, التي سكتت دهورا علي ظلم الحكام, ثم بدأت أخيرا تضيق؟ أم أن في الأمر كله مؤامرة خارجية كما يزعم هؤلاء الزعماء المستبدون عندما يحين أوان سقوطهم؟

 علي أي حال, ها هي سوريا الحبيبة علي قلب كل عربي توشك علي السقوط في براثن التدخل الأجنبي المسلح, لنشهد انهيار قلعة جديدة من القلاع العربية الشامخة.. ونسأل الله أن يحمي الشعب السوري الكريم الطيب من عواقب هذا السقوط المروع, لكن مع كل الاحترام للحكام العرب, نسألهم سؤالا: لماذا لا تضعون مصالح شعوبكم فوق كل اعتبار.. وهل جاء الوقت لنتعلم؟
 

Email