نقطة تحول في الأزمة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الأزمة السورية أصبحت مرشحة لمزيد من التصعيد لا التهدئة‏,‏ فقد اقتربت عدة سفن حربية أمريكية من السواحل السورية‏,‏ وكشف مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية عن أن البحرية نشرت مدمرة إضافية في المتوسط‏,‏ مما يرفع إلي أربع عدد السفن الحربية المجهزة بصواريخ كروز من طراز توماهوك في المنطقة‏.‏

وفي الوقت نفسه, يدرس الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع عدد من مستشاريه للأمن القومي خيارات عدة للتعامل مع الأزمة السورية, ومن بين خيارات التدخل العسكري الأمريكي هناك سيناريو كوسوفو, أي شن غارات جوية علي أهداف محددة بتفويض من حلف شمال الأطلنطي, ومن دون الرجوع إلي مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي, وكشف وزير الدفاع تشاك هاجل عن أن البنتاجون يحرك قوات في المنطقة لمنح أوباما خيارات في حال أمر بتنفيذ عمل عسكري ضد روسيا.

ويبدو المشهد مستعدا لنقطة تحول في الأزمة السورية, وهذه المرة من المرجح أنها ستكون خصما من النظام السوري, والذي لم يكن من الدهاء السياسي بما يكفي ليسارع بالجلوس إلي مائدة مؤتمر جنيف2, بعدما تمكن من تحسين موقفه العسكري علي الأرض, إلا أن مكاسبه الصغيرة ـ بفعل تدخل إيران وحزب الله إلي جواره ـ دفعته إلي الجري وراء محاولة حسم الموقف عسكريا.

وإذا كان ذلك صحيحا, فإن القوي المتحالفة مع سوريا سواء روسيا والصين وإيران وحزب الله, لن تستسلم بهدوء لما ستقدم عليه واشنطن وحلفاؤها بالمنطقة, وفي ظل هذه التوازنات الدقيقة والحسابات المعقدة, فإن السبيل الوحيد للخروج من المستنقع السوري هو المفاوضات السلمية وتوقف القتال, وماعدا ذلك فسوف نظل في العبور من دائرة عنف إلي أخري, دون بوادر علي حسم نهائي, لأنه في حال التدويل لن تتوقف الأزمة إلا باتفاق الكبار!.. وهو ما لم يحدث حتي الآن!
 

Email