رسائل أمريكية لمصر!
ربما نحتاج لأن نتوقف قليلا عند كلمات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل التي أدلي بها أمس والتي تحمل رسائل غاية في الاهمية فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الامريكية, التي تشهد منعطفا خطيرا هذه الايام. قال هاجل ان قدرة الولايات المتحدة علي التأثير في مصر محدودة.
وان مصر امة عظيمة وكبيرة وذات سيادة, وان الشعب المصري هو الذي سيتولي بنفسه حل مشكلاته, واضاف ان جميع الدول لها قدرة محدودة علي التدخل في الشئون الداخلية للدول الاخري, كما طالب الحكومة الانتقالية في القاهرة بأن تشرك جميع التيارات السياسية في مصر في العمل علي تحقيق المصالحة.
فما هي الرسائل التي يمكن فهمها من هذا الكلام؟ امامنا أربع رسائل علي الأقل: الأولي, أن الولايات المتحدة كما توجد بها اصوات حادة متشددة في النظر الي مايجري في مصر الان, مثل السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي جراهام فإن هناك في المقابل اصواتا معتدلة, يمكن التعامل معها, واقناعها بحقيقة ما يجري في مصر.
وأما الرسالة الثانية: فهي ان الكثيرين في واشنطن يعرفون ان مصر دولة ليست كأي دولة في المنطقة, ومن ثم يجب التعامل مع شئونها الداخلية بحذر شديد وهو مايعني ان علينا نحن كمصريين ان نثق في انفسنا اكثر مما هو عليه الحال الان, ونحن نتعامل مع امريكا او غير امريكا والرسالة الثالثة: هي ان مشكلاتنا الداخلية لن يأتي احد من الخارج ليحلها لنا, وعلينا ان نعتمد علي انفسنا ويترتب علي ذلك ان اي فصيل يراهن علي طرف خارجي لمساعدته لن ينجح.
وتبقي الرسالة الامريكية الرابعة: وهي أنه من الضروري التوصل الي مصالحة, وان تشمل هذه المصالحة ضم كل الأطياف السياسية والفصائل بداخلها كي تنجح.. فهل نستوعب رسائل هاجل ونفكر فيها جيدا؟