نهاية التبعية الأمريكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم نكن نعلم نحن المصريين ان الكونجرس الأمريكي ترك جميع أعماله الخاصة بالمواطن الأمريكي‏,‏ ليتفرغ نوابه بمجلسيه النواب والشيوخ لبحث تداعيات الأحداث في مصر‏,‏ وليشغلوا تفكير المرابضين في البيت الأبيض بقرارات كثيرة‏.‏

واذا صح ما نقلته الأنباء عن أن الكونجرس بدأ في اتخاذ قيود بسن تشريعات جديدة لمنع المساعدات العسكرية إلي مصر, فيكون بهذا التصرف قد رفع عن كاهلنا عبئا ثقيلا, حيث يستقطع من وقتنا الكثير كل عام انتظارا للسؤال السنوي المعتاد: هل ستأتي المعونة الأمريكية ام تنقطع وبلا رجعة؟.

وحسنا أشارت الصحف الأمريكية أخيرا حينما نشرت ان مجلس الشيوخ أقر تعديلا في24 يوليو الحالي تضمن حظر المساعدات العسكرية لمصر حال تعرض( الأقليات الدينية) الموالية للرئيس المعزول محمد مرسي للاضطهاد أو القمع!. وهنا قد نهمس في أذن الإدارة الأمريكية ونواب الكونجرس بمعلومة مهمة للغاية, وهي ان هذه الأقلية التي يتحدثون عنها قد أذاقت الشعب المصري الأمرين خلال حكم لم يدم سوي عام واحد حتي انه لم يكسر العام الثاني له بعد هبة الغضب المصرية ضد حكمه الذي لم يخدم سوي اتباعه, ثم يذرف الأمريكيون عليها الدمع الآن. هذا مع العلم بأن طهران هي الأخري تذرف الدمع علي الثورة المصرية التي قام بها الإخوان باعتبارها امتدادا للصحوة الإسلامية الإيرانية!,

وقد وجهت إيران الدولة اتهاما للقائمين علي حكم مصر بأن فشلهم في الاستمرار في الحكم إنما جاء علي خلفية اعتمادهم علي الولايات المتحدة!. وإذا كان بعض نواب الكونجرس قد أفصح صراحة بأن مصالح الأمن القومي الأمريكي في مصر غير واضحة, وأنهم يخاطرون بإعطاء الأموال والمساعدات العسكرية الي أعدائنا فيكون ردنا الهادئ ان مصر انطلاقا من أمنها القومي لم تعد تعبأ بما يفكر فيه الأمريكيون ولا أشياعهم في أي مكان آخر في العالم.
 

Email