مطلوب من جماعة الإخوان‏!‏

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المفارقات الغريبة أن جماعة الإخوان وهي تطالب بتطبيق القانون علي أعضائها وزعمائها نراها

وقد أرسلت مناصريها إلي دار القضاء العالي, حيث مقر النائب العام, لتهاجمه.. فكيف نطبق القانون ونحن نهاجم ممثليه ونهين رموزه؟

 إن احترام القانون هو شرط الديمقراطية الأساسي, ومن خلال تلك الديمقراطية وصل الإخوان إلي الحكم, وإلي كرسي الرئاسة, ثم خرجت الجماهير ترفض هذا الحكم, فإذا بالإخوان يردون بتعطيل الطرقات, واحتلال الميادين, ثم الدخول في صراع بالمولوتوف والخرطوش مع الآخرين.. فهل هذا هو السبيل الصحيح لتحقيق الأهداف؟

 والغريب في الأمر أن ذلك يحدث في شهر رمضان الكريم, شهر القرآن والصيام والعبادة, فأين ذهب تأثير العبادات؟ إن سقوط روح واحدة دون حق يهتز له عرش الرحمن, فما بالك ونحن نستيقظ كل صباح علي أخبار القتل والدماء والغضب المجنون؟.. لقد كان الناس يتوقعون من الإخوان ـ باعتبارهم يرددون دائما أن الإسلام رايتنا, والقرآن دستورنا, والموت في سبيل الله أسمي أمانينا ـ أن يكونوا أول المطبقين لهذه المبادئ, فهل قتل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, يعد شهادة في سبيل الله؟ وهل هذا ما أمر به الله ورسوله؟ إن صدمة الجماهير العريضة في أداء الإخوان المسلمين تعود بالأساس إلي أنهم كانوا يتوقعون منهم إسلام التسامح والعفو والتضحية من أجل الآخرين والإيثار.. فأين كل ذلك من ممارسات الإخوان الآن؟

 قد يقول قائل إن الإخوان يلعبون سياسة, فهل ما نراه في الشوارع الآن هو السياسة؟ أن تقتلني مادمت لا أطيع أوامرك؟ فأين الحرية إذن؟ إن السياسة دون حرية الاختيار, وبقية الحريات الأساسية ليس لها سوي اسم واحد, هو الفاشية, ونحن نربأ بجماعة تحمل اسم الإسلام في اسمها أن تقترب من الفاشية, علي كل حال, إذا أرادت جماعة الإخوان أن تعود إلي السياسة من جديد فليس أمامها إلا أن تترك الميادين والسلاح والغضب.. وتعود للعبة الصناديق من جديد.. فليس أمامها خيار آخر!
 

Email