حرمة الدم المصري

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك فارق كبير بين التظاهر السلمي للاحتجاج أو التعبير عن الرأي‏,‏ وتحويل المظاهرات الي معارك دموية عبر الاحتكاك بالأهالي أو قوات الجيش والشرطة واستفزازهم‏,‏ واستخدام النساء والأطفال دروعا بشرية‏,‏ مع التحريض المستمر علي العنف‏,‏

وتصوير الاعتداء علي الآخرين علي أنه جهاد في سبيل الله ووسيلة للشهادة.

التظاهر السلمي حق لكل مواطن ينبغي حمايته ودراسة أسبابه وبحث كيفية الاستجابة لمطالبه إن كانت مشروعة.

أما المظاهرات التي ترفع شعار السلمية, وهي تحاصر المنشآت وتقطع الطرق وتعتدي علي المواطنين وتشتبك معهم, فهي أعمال إرهابية بامتياز ينبغي التصدي لها بكل حسم, وفضح كل الذين يحرضون علي العنف علنا وسرا, لأنهم يضحون بأرواح ودماء المصريين في سبيل أغراض شخصية لهم تنحصر في السلطة وامتيازاتها.

لقد أكد الدين الإسلامي الحنيف بشدة حرمة الدم, وأوضح ذلك بجلاء الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم عندما قال:( لزوال الدنيا أهون علي الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق), وطبق ذلك الخلفاء الراشدون, وأبرزهم سيدنا عثمان بن عفان, الذي رفض قتال معارضيه الذين حاصروا منزله حتي لا يراق دم مسلم وتقع فتنة, ودفع حياته ثمنا لذلك.

ولذا فإن حرمة الدم المصري مبدأ مهم ينبغي أن يتمسك به الجميع, ويتحمل مسئوليته كل من يحرض بالقول والفعل علي العنف, وكل من يصور الخلاف السياسي علي أنه خلاف ديني يستوجب الجهاد في سبيل الله, فلنتق الله في ديننا ووطننا, ولنتوقف عن سفك الدماء في سبيل منصب زائل.
 

Email