المهمة الشاقة في سيناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحد واضح و تهديد صريح للأمن القومي‏,‏ جاء الهجوم المسلح علي سيارة العاملين بمصنع الأسمنت بشمالي سيناء صباح أمس في صورة رسالة مفادها أن الجماعات الإرهابية التي تسيطر علي هذا الجزء العزيز والغالي من الوطن لن تتوقف عن زعزعة استقرار سيناء‏.‏

فرغم توسيع العمليات الأمنية لمواجهة العناصر الإجرامية المسلحة في شمال سيناء, إلا أن الواقع علي الأرض يؤكد أن المهمة لا تزال طويلة, ولن تحصد نتائجها المرجوة بين ليلة وضحاها

 فالوضع الأمني أصبح يشكل خطورة كبيرة مما يستلزم ضرورة التعامل الحاسم معها شرطيا وعسكريا واستدعي الأمر أيضا تأكيد الجيش انه لن يسمح بالمساس بالأمن القومي المصري, كاشفا ان لديه إمكانات وقدرات ومعلومات تسمح له بحسم الموقف في وقت محدود, ولكن في التوقيت المناسب, بما يؤدي في النهاية الي تطهير سيناء من كافة البؤر الإرهابية. ومن المؤكد أن الجماعات المسلحة والإرهابية بدلا من أن تعيد ترتيب أوراقها لتغادر المنطقة, فهي تحاول إثارة الأمن والمساس بالمنشآت والأفراد في محاولة دنيئة لصرف الجيش والشرطة عن مهمتهما الوطنية الأصيلة. نعلم أن سيناء لم تتحول فجأة لساحة مفتوحة للإرهاب, ولكن هذا التحول جاء ثمرة مباشرة للسياسة التي اتبعها نظام الإخوان لتحويلها هكذا, و هدفهم من ذلك هو توريط الجيش هناك لإشغاله, لينفردوا هم بالساحة الداخلية.

نحن لا نريد للجيش ان ينجر لخلافات داخلية او حروب قد يدفع اليها بدون استئذان لئلا تنحدر البلاد الي حالة شغب أو تخريب أو اقتتال, وقد آن الأوان ألا تتعامل القوات المسلحة والشرطة برفق مع العمليات الإرهابية في سيناء, بعدما كشفت الأحداث أن المسلحين الذين يقومون بعمليات ارهابية الان هم خلايا نائمة كانت موجودة وتعد العدة منذ فترة لهذه الهجمات, وبدا لها ان الوقت مناسب بعد عزل الرئيس السابق من اجل أن تصبح تهمة القتل شائعة.
 

Email