الحوار الحقيقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوال الأشهر الماضية‏,‏ ظهرت دعوات كثيرة للحوار الوطني لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن‏,‏ لكنها لم تصل إلي أي نتائج بسبب عدم الجدية من جانب مؤسسة الرئاسة وقتئذ‏,‏ وعدم الالتزام بتنفيذ ما يصل اليه المتحاورون‏,‏ وانعدام الثقة بين السلطة والمعارضة‏.‏

لكن مع تغير الظروف الآن, بعد انتفاضة الشعب في الثلاثين من يونيو, حان وقت إجراء حوار جدي وفاعل بين مختلف القوي السياسية والشبابية والثورية, بمشاركة الأزهر والكنيسة ورموز المجتمع من المثقفين والفنانين والمبدعين, ليس فقط من أجل خارطة الطريق التي بدأنا في تنفيذها الآن, ولكن من أجل الوصول إلي رؤية جامعة لمستقبل مصر في جميع المجالات.

إن المشكلات التي يواجهها المجتمع المصري الآن, لا تتمثل فقط في المشكلات الحياتية التي يعاني منها الآن سواء فيما يتعلق بالاقتصاد أو الأمن, ولكن القضية أعمق من ذلك بكثير.

فقد شهد المجتمع المصري متغيرات عديدة خلال السنوات الأخيرة, سواء نتيجة ثورة الاتصالات وشبكات المعلومات أو المتغيرات العامة في العالم, بالإضافة إلي نتائج ثورة25 يناير والمرحلة الانتقالية, وصولا إلي يوم30 يونيو وتداعيات كل ذلك علي المجتمع, بالإضافة إلي المعاناة المستمرة من تأثير الفقر والجهل, وعدم الوعي الثقافي علي قطاعات كثيرة في المجتمع, وهو ما يحتم علي كل القوي الدخول في حوار جدي لمواجهة كل ذلك, والاتفاق علي سبل النهوض بهذا المجتمع في كل مناحي الحياة.

فلنتكاتف جميعا للخروج من الأزمة الحالية, ولنتحاور دون إقصاء لأحد, من أجل مستقبل زاهر لمصر ولكل المصريين.
 

Email