حراك ملكي لإنقاذ المنطقة من الانفجار

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى لندن ولقاءاته مع الفعاليات البرلمانية والسياسية تستهدف وضعهم في صورة الرؤية الاردنية للاخطار التي تهدد المنطقة، والعالم بأسره، وفي مقدمتها الأزمة السورية وضرورة حلها حلا سياسيا كسبيل وحيد لوقف شلال الدم، وحماية القطر الشقيق من التقسيم: وطنا وشعبا، وحماية المنطقة كلها وخاصة دول الجوار من التداعيات الخطيرة التي افرزتها وتفرزها الازمة وتتمثل في الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين فروا الى دول الجوار هربا من الموت، وقد تجاوز عددهم 1.6 مليون لاجئ، منهم حوالي نصف مليون لجأوا الى الاردن مما اثقل كاهله، خاصة وانه يقاسي من ظروف اقتصادية صعبة، وموازنة تعاني من العجز وهذا ما دعا جلالة الملك الى مطالبة المجتمع الدولي الايفاء بتعهداته والاسراع بارسال المساعدات المالية لتمكينه من تقديم العون والمساعدة للاشقاء، والتخفيف من معاناتهم والتي من المرشح ان تزداد، اذا ما استمرت الازمة وتضاعف عدد اللاجئين، وهذا ما يؤشر اليه ارتفاع وتيرة الحرب القذرة التي تضرب القطر الشقيق وحولت الشام كلها الى ارض منكوبة .

إن جهود جلالة الملك هذه تأتي في نطاق حراكه المستمر الذي لم ينقطع منذ انفجار الازمة، ودعوته الدول المعنية وخاصة روسيا وامريكا بضرورة الاخذ بالحل السياسي كسبيل وحيد لاعادة الامن والاستقرار الى القطر الشقيق والى المنطقة كلها. ومن هنا فاننا نأمل ان تتم ترجمة قرارات قمة الثماني الاخيرة بسرعة، وان يصار الى عقد “جنيف 2” وتشكيل حكومة انتقالية تتولى ادارة القطر الشقيق، والاشراف على اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، لطي صفحة الماضي المؤلمة وبناء سوريا الحديثة.. سوريا الديمقراطية والتعددية، والعدالة والمساواة والانتخابات الحرة، وتداول السلطة احتكاما لصناديق الاقتراع.

جلالة الملك وهو الحريص على انقاذ سوريا الشقيقة من الكارثة التي تطحنها والحفاظ على وحدتها، والقضاء على الارهاب والارهابيين الذين روعوا الابرياء والمنطقة كلها تناول في محادثاته مع المسؤولين البريطانيين خطورة استمرار اسرائيل في الاستيطان، والتهويد وتدنيس المقدسات، ومن هنا دعا الى ضرورة ان تعمل بريطانيا والاتحاد الاوروبي على استئناف المفاوضات وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فلا أمن ولا استقرار في المنطقة، لا بل في العالم كله، ما دامت القضية الفلسطينية دون حل، وما دام الشعب الفلسطيني محروما من حق تقرير المصير، وما دامت القدس والاقصى تتعرض للتهويد والتدنيس من رعاع المستوطنين الحاقدين.

مجمل القول: محادثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع المسؤولين البريطانيين.. تأتي في نطاق حراك جلالته الموصول والمستمر لحل الازمة السورية حلا سلميا، واستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، وصولا لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف وانهاء معاناة الشعب الشقيق التي طالت اكثر مما يجب.

إنه القائد الذي ما خذل أمته ولا شعبه.
 

Email