المأساة السورية‏..‏ إلى متى؟‏!‏

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور لافت‏,‏ وبعد أسابيع من الغموض والتضارب‏,‏ إتهم البيت الأبيض أمس وللمرة الأولى‏,‏ النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد معارضيه خاصة غاز السارين‏,مما أسفر عن مصرع العشرات واصابة المئات, ممن تعرضوا للقصف بهذا الغاز السام في مناطق متفرقة من سوريا.

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي كشفت فيه أحدث الاحصاءات عن أن حصيلة ضحايا هجمات قوات الأسد على معارضيه قد تجاوزت الـ90 ألف قتيل, وهو رقم مفزع وكارثي, مقارنة بالضحايا الذين سقطوا في المواجهات المماثلة بدول الربيع العربي, فيما لايزال المجتمع الدولي يتخذ موقفا أقرب الى المتفرج مما يحدث في سوريا من إزهاق للأرواح وتجاوز لكل الخطوط الحمراء في قمع الانتفاضة والثورة السورية ضد نظام بشار.

وفي بعد آخر ـ لا يقل مأساوية ـ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف في تقرير لها أمس بعنوان الحياة المحطمة من أن جيلا كاملا من الأطفال السوريين قد يحرم من التعليم.

وأشارت الى ان مخاطر عدة تتهدد الأطفال والنساء اللاجئين في عدة دول من بينها التعرض للعنف والتحرش الجنسي والزواج المبكر والتجنيد لصالح مجموعات مسلحة, وعمالة الأطفال.

وأوضح التقرير أن78% من الأطفال السوريين اللاجئين في مخيم الزعتري بشمال الأردن ـ على سبيل المثال ـ وما بين50% الي65% من اللاجئين السوريين خارجه لا يذهبون للمدارس فإذا أضفنا الي كل ذلك ملايين السوريين الذين يعانون في الداخل, ويتعرضون يوميا لخطر الابادة الحقيقية, لأدركنا مدي التردي الذي وصل اليه الوضع الانساني في سوريا والذي بات يحتاج بالفعل لتحرك دولي وعربي سريع لوضع حد لهذه المأساة المروعة منذ أكثر من عامين.

Email