الفرصة الأخيرة لإنقاذ سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يشكل الاتفاق الاخير بين موسكو وواشنطن بحل الازمة السورية حلا سلميا، الفرصة الاخيرة امام المعارضة بكل تلاوينها واطيافها وامام النظام، لانقاذ القطر الشقيق من الكارثة التي حلت به، وحولته الى بلد منكوب، بعد تدمير بنيته التحتية، ومقتل حوالي مئة الف من ابنائه وتهجير اكثر من خمسة ملايين الى الداخل ودول الجوار.

وفي هذا السياق، فلابد من الاشارة الى جملة عوامل دفعت الطرفين للوصول الى هذا الاتفاق او بالاصح - التفاهم - ابرزها: فشل الطرفين: المعارضة والنظام في تحقيق الحسم العسكري، ما يعني ان الازمة مرشحة للاستمرار لمدة اطول، وبالفعل فقد وصلت نيرانها الى دول الجوار من خلال تدفق اكثر من مليون لاجئ الى تركيا ولبنان والاردن، وقد وصل العدد في الاردن وحده الى اكثر من “532” الفا يشكلون عبئا ثقيلا على الاقتصاد الاردني وعلى البنية التحتية، وعلى الامن الاجتماعي.

يضاف الى ذلك العدوان الاسرائيلي على دمشق وهو ما ادخل الازمة في مرحلة جديدة تشي بحرب شاملة، اذا لم يتم سحب فتيل الانفجار القادم.

ويجيء تواجد المتطرفين من اتباع القاعدة وباعداد كبيرة نسبيا في الساحة السورية، ليدق ناقوس الخطر في المنطقة وفي الغرب عموما وفي موسكو وواشنطن على وجه الخصوص، كون الدولتين تخوضان حربا مع هذه الجماعات: الاولى في الشيشان، والثانية في كل مكان تحت الشمس..

هذه الاسباب هي التي أملت على الطرفين الوصول الى اتفاق او بلغة ادق الى احياء اتفاق جنيف القائم على الحل السياسي من خلال تشكيل حكومة انتقالية تحظى بموافقة الطرفين، تتولى الاشراف على البلاد وتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية، تطوي صفحة الماضي بكل آلامه، وصفحة الدولة الشمولية والحزب القائد، وتقيم دولة مدنية حديثة تستند إلى العدالة والمساواة والديمقراطية والانتخابات الحرة، وتداول السلطة احتكاما لصناديق الاقتراع.

وفي خضم كل ذلك لا بد من الاشارة الى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وزيارتيه الى موسكو وواشنطن ورؤيته القائمة على تبني الحلول السلمية، كسبيل وحيد لانقاذ القطر الشقيق من الكارثة المحققة، وانقاذ المنطقة من حالة الفوضى المرشحة ان تضربها اذا لم يتم حل الازمة حلا سلميا بتوافق كافة الاطراف.

مجمل القول: ندعو المعارضة والنظام ان يتقوا الله في وطنهم وشعبهم وينحازا الى الحل السياسي، كسبيل وحيد لانقاذ وطنهم وشعبهم من المحرقة التي اكلت الاخضر واليابس، وحولت سوريا الى بلد منكوب مهدد بالانقسام، والحروب الطائفية التي لا تنطفئ نيرانها اذا ما اشتعلت.
 

Email