متى تأتي الضربة السورية لإسرائيل؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

   ضربت إسرائيل مواقع سورية عسكرية كبيرة، ونظام الأسد قال: «إنه سيرد على العدوان وسيختار التوقيت للقيام بذلك» في نفس الوقت سمحت سورية للفلسطينيين بالرد على الغارة نيابة عنها، والحرج لا يقف عليها وحدها بل وصل للحلفاء الداعمين الروس والإيرانيين..

فروسيا التي تستقبل وزير خارجية أمريكا «جون كيري» طالبت بالتهدئة حتى لا تقع في ورطة مغامرة تجعلها في مواجهة مع إسرائيل وحلفائها، وإيران نفت أن لها صلة بالأسلحة التي توجهت لحزب الله، والتوقيت الذي اختارته إسرائيل، قد لا يقف عند الكيلو الواحد إذا ما قررت التوسع في عملياتها واستمرارها..

النظام دفع باتهامه أن عملية إسرائيل جاءت لدعم المقاومة السورية والجيش الحر، بل السبب حددته إسرائيل، وهو أن وصول سلاح متقدم لحزب الله خط أحمر، ونعرف أنها ليست ضد نظام أمضى أكثر من ثلاثين عاماً لم يطلق رصاصة عليها، ونعلم أن امتناع أمريكا ودول أوروبا عن تزويد الجيش الحر، خلفه إسرائيل نفسها لأن إطالة عمر الأزمة يخدمها، والأسد عملياً وضمنياً لا يستطيع الرد لأن جيشه متورط بعمليات داخلية ونواياه القديمة أظهرت جبنه ومراوغاته في أحداث مماثلة قامت بها إسرائيل داخل بلده..

أمريكا اعتبرت ما قامت به إسرائيل حقاً مشروعاً لحماية أمنها، وداخل الحسابات نفسها ما الذي ستقدم عليه إيران، التي طالما قالت إنها ستمحو إسرائيل إذا اعتدت عليها أو على حليفتها، وأين ذهبت البوارج والغواصات والصواريخ عابرة القارات؟ ولماذا تأمر أنصارها في العراق من حزب الولي الفقيه بالتصريح بضرورة الإسراع برد سوري مباغت، وكذلك لماذا يصمت حزب الله كمستهدف آخر؟

الإدانة العربية والعالمية لإسرائيل أمر قائم يحكمه الرفض للتدخل بدولة عضو في الأمم المتحدة، وهذا لا يعني الصمت وعدم الإدانة لما يقوم به النظام، لأن سورية الكيان والتاريخ فوق حكم الأسد وغيره، ومصيرها مرتبط، أزلياً، بمصير الأمة العربية كلها..

في نفس الظرف ماذا يعني لقاء وزير الخارجية الأمريكي بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتن» مع العلم أن أمريكا كانت على دراية بالضربة الإسرائيلية، وهل هذا يعني أن خيار استخدام القوة من قبل أمريكا ضد النظام خيار مطروح، وأن روسيا تريد الخروج من المأزق بحل تراض لكنه لا يصل إلى الرفض لكل ما طرح، ولا اتخاذ العناد وسيلة لاستخدام «الفيتو» وأنها في موقف العاجز للإبقاء على النظام بسلطته الكاملة على سورية؟

أمريكا اتخذت قرارات حرب على العراق، وكان حليفاً لروسيا، ومارست نفس الأسلوب في أفغانستان وغيرهما، ولم نر لروسيا، رد فعل غاضباً أو داعماً للدولتين، لأنها تدرك أن ميزان أمريكا في المناطق العالمية، وهيمنتها على قرارات مجلس الأمن، وقدرتها على تنفيذ ما تريد تعطيها المجال لأن تجعل سورية هدفاً جديداً يعزز دورها في المنطقة العربية كلها، وحتى الحليف الصيني مع الروس، آثر الصمت والفرجة، بعيداً عن أي تعليق..

أخيراً، هل ما جرى من ضربات إسرائيلية تجاه سورية سيدعم الحل السياسي بتوافق أمريكي - روسي، وأن لأمريكا أوراقاً تستطيع اللعب بها على مسرح الأحداث، وأن إدارة الأزمة تأتي لأن إسرائيل ذاتها تدفع بالحليف الأكبر لقطع الطريق على أكثر من جهة تؤثر في الأحداث الجارية؟!

كل شيء موضوع أمام ما يستجد من حقائق على الأرض، وقد تشهد الأيام القادمة تبدلات جذرية..

 

Email