عدوان صهيوني لإجهاض المبادرة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي تصعيد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واطلاق يد المستوطنين ليعيثوا في الضفة الغربية المحتلة تقتيلاً ودماراً وتخريباً، تزامناً مع اجتماعات اللجنة العربية مع وزير الخارجية الاميركية وعدد من المسؤولين الاميركيين، وتأكيدها على الموقف العربي المستند الى حل الدولتين كسبيل وحيد لنزع فتيل الانفجار القادم، وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.

ومن هنا، فهذا التصعيد الخطير هو بمثابة الرد على اللجنة العربية وعلى طرحها المستند على القرارات الدولية، بأن اسرائيل ليست معنية بالسلام، ولا بالامن والاستقرار، وانما هي معنية بتحقيق اهدافها القائمة على الاستيطان وتهويد القدس، وتحويل الارض المحتلة الى جزر معزولة، تستحيل معها اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.

هذا التصعيد الخطير، ونعني قصف غزة بالطائرات، وتداعياته الخطيرة، الى جانب الاعتداءات الوحشية التي يقوم بها المستوطنون على الشعب الفلسطيني المسالم، والمتمثلة باحراق عدد من المنازل والمساجد وتمزيق القرآن الكريم، كما فعلوا اكثر من مرة، والقاء الحجارة على الحافلات، واقتلاع الاشجار، وغيرها، يؤشر الى ان العدو ماض في نهجه الفاشي غير مكترث بالقانون الدولي والمعاهدات والاعراف الدولية التي تحظر اجراء اي تغيير ديمغرافي او جغرافي في الارض المحتلة.

وفي ذات السياق، فان هذا العدوان يرتب على الولايات المتحدة وادارة “اوباما” مسؤولية اخلاقية كبيرة، بعد زيارته ووزير خارجيته للمنطقة واعلانه حرص واشنطن على حل الدولتين, كسبيل وحيد لانهاء الصراع.

ليس سراً ان الدعم الاميركي اللامحدود للعدو الصهيوني هو السبب الرئيس في رفض هذا العدو الالتزام بالقانون الدولي، واصراره على ارتكاب المجازر وحروب الابادة، واستعمال الاسلحة المحرمة دولياً “الفوسفور الابيض” واعتراض سفن اغاثة غزة في عرض البحر، لأنه مطمئن بأن يد العدالة لن تصل اليه، فهو محمي “بالفيتو” الاميركي. وبالتالي فاستمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وبأبشع صوره يضع الموقف الاميركي في الزاوية، لأنه يجيء في خضم حراك الخارجية الاميركية، وحراك المجموعة العربية وسعيها اخراج المفاوضات من المأزق الذي وصلت اليه.

ومن ناحية اخرى، لا بد من الاشارة الى أن العدو الصهيوني عودنا العمل على افشال الجهود والمساعي الدولية والعربية، اذ غالبا ما لجأ الى رفع وتيرة الاستيطان في وجه اية محاولة جادة لاحباط هذه الجهود في مهدها.

مجمل القول: تصعيد العدوان الصهيوني على غزة، واطلاق رعاع المستوطنين على الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تعلن فيه اللجنة العربية من واشنطن، التزامها بحل الدولتين، يؤكد ان العدو يرفض هذا الحل، وماض في نهجه الفاشي، ومصرّ على تنفيذ مخططاته التوسعية التهويدية.
 
 

Email