مغالطـات يكذبهـا الواقـع

ت + ت - الحجم الطبيعي

المغالطات التي نشرتها مجلة “ذي اتلانتك” الاميركية حول جلالة الملك عبدالله الثاني يكذبها الواقع، وتدحضها الوقائع والحقائق التي عرفها الاردنيون جميعا عن جلالته، من رجولة وخصال حميدة، وترفُّع عن الصغائر، وطيب معشر، ونقاء محتد، وصدق في الاقوال والافعال؛ فهو الأب الرؤوف بشعبه، الحريص على سعادتهم، والتخفيف من معاناتهم، وهو القائد الملهم الذي يقود الركب بهمة وأخلاق القادة العظماء، فهو من نسل النبي -صلى الله عليه وسلم- وارومته الطاهرة، التي عرف عنها صدق القول والفعل، وعفة اللسان، والابتعاد عن الغيبة والنميمة.

لقد احتوى المقال المشار اليه على العديد من المغالطات، وعلى تحليلات عكست وجهة نظر الكاتب وعلى معلومات لا تمت الى الحقيقة بصلة، فجلالة الملك حرص خلال لقائه مع كاتب المقال على عرض رؤيته الاصلاحية الشاملة، وعدم اضاعة الفرص المتاحة للنهوض بالاردن، وتحقيق الاصلاح الشامل الذي يستجيب لتطلعات الاردنيين في مستقبل افضل تسود فيه قيم العدالة والتسامح وتكافؤ الفرص والمحاسبة والمسؤولية.

ان المنجزات الكبيرة والمهمة التي حققتها مسيرة الاصلاح المباركة، بهمة وقيادة جلالة الملك، لم تكن لتتحقق لولا وقوف الاردنيين كافة وراء مليكهم ووقوف اجهزة الدولة ومؤسساتها مع توجيهات القائد والحرص على تنفيذها بدقة للوصول الى الاهداف المنشودة، وهكذا بالتفاف الشعب حول مليكه وبصدق انتماء كافة اجهزة الدولة ومؤسساتها، وسهرها وتضحياتها، تمكن الاردن من الوصول الى شاطىء الامان، وتمكن من تجاوز الصعوبات والعقبات، والمحن والفتن التي تمور في دول الجوار، وتوشك ان تحولها الى دويلات طائفية متنازعة.

ان شواهد النهوض وفي كافة المجالات التي تزين ساحات الوطن من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب تشهد بجهود القائد واخلاصه اللامحدود وعمله الدؤوب، حتى اصبح هذا الوطن نموذجاً يحتذى في دنيا العروبة والاسلام، رغم قلة الموارد وشح الامكانات، وواحة أمن واستقرار بفضل تكاتف ابنائه، واخلاص النشامى من ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية الذين ما غمضت عيونهم ولا تقاعسوا عن أداء الامانة، كيف لا؟ وهم خريجو مدرسة الهاشميين في الولاء والانتماء والعطاء والتضحية.

ان التوصيفات التي لجأ اليها كاتب هذا المقال، قد تم اسقاطها بطريقة منافية للحقيقة والواقع، وهو بالتأكيد لا يعلم مكونات المجتمع الاردني ومنظومة القيم والاخلاق التي يحرص عليها، وكانت ولا تزال السبب في تماسك هذا المجتمع، قوياً صلباً راسخاً رسوخ الراسيات؛ فتركيبة هذا المجتمع بعشائره وشيوخه ومخيماته ووجهائها، وكل ابناء الوطن في البوادي والحضر والمدن والقرى، هم سدنة الوحدة الوطنية، وحملة مبدأ ترسيخ التكافل والتضامن، حتى اصبح المجتمع الاردني بحق اسرة واحدة يجمعها حب الوطن والوفاء للقيادة الهاشمية الماجدة.

مجمل القول: ان مغالطات مجلة “ذي اتلانتك” الاميركية تنفيها الحقائق والوقائع؛ فالمنجزات الكبيرة التي تحققت عبر مسيرة الاصلاح، وشواهد النهضة المباركة في مختلف الميادين، والحراك الشعبي السلمي الذي اصبح حالة اردنية حضارية متميزة، كل ذلك يشهد ان الشعب الاردني بكافة مكوناته، واجهزة الدولة ومؤسساتها، تقف خلف قيادة جلالة الملك، وتعمل على تنفيذ توجيهاته بكل صدق وامانة، ولن تنال الادعاءات من وحدته الوطنية، وسيمضي الأردن قدماً متسلحا بعزيمة شعبه وارادته الصلبة، وحكمة وشجاعة مليكه لبناء الغد الأفضل.

“فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض”.

صدق الله العظيم.
 

Email