المصالحة اليمنية‏..‏ والحوار الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل ينجح الحوار الوطني في اليمن ـ الذي ينطلق غدا ـ في الخروج بالبلاد من أزمتها المستمرة منذ عدة سنوات؟‏,‏ سؤال مهم‏..‏ لكن الإجابة عليه تحتاج إلي بعض الوقت حتي تتضح الصورة وتكتمل عناصرها‏.‏

فقد اعتقد البعض أن نجاح الشعب اليمني في إقصاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحكم بشكل سلمي, سيكون بداية مهمة لإنهاء أزماته المتلاحقة, لكن الواقع كشف عن أن المشكلة أكبر جدا من شخص الرئيس, وأن الحل الجذري الوحيد هو العمل علي بناء نظام ديمقراطي شامل, بعد تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية, وهو ما لن يتم إلا بإصلاح دستوري كبير ومعالجة قضية الجنوب, وضمان مشاركة كل أطياف الشعب اليمني في السلطة.
وعلي الرغم من غياب بعض القيادات الجنوبية المهمة عن الحوار, مثل علي سالم البيض وحيدر العطاسي, فإن هناك مؤشرات إيجابية أخري تمثلت في مشاركة عدة فصائل رئيسية من قوي الحراك الجنوبي, منها مؤتمر الشعب العام, واذا كانت قضية الجنوب التي تهدد دائما وحدة الأراضي اليمنية تحتل أولوية قصوي في الحوار, فإن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي نجح في تحقيق اختراق مهم بها, بعد فتح ملفين حيويين في هذه القضية, الأول يتعلق بعودة كل المدنيين والعسكريين الذين تم فصلهم من عملهم في المحافظات الجنوبية عقب الحرب الأهلية عام4991, والثاني التحقيق في عمليات نهب أراضي الدولة ومنازلها بالجنوب التي جرت خلال نفس الفترة.
إن هذا الحوار يمثل المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية, والتي أطاحت في مرحلتها الأولي بالرئيس السابق علي عبدالله صالح, ولذلك فإنه يحظي بدعم خليجي كامل, ويستهدف بالدرجة الأولي إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وتوحيدها علي أسس وطنية بعيدا عن الولاءات الشخصية, وإبعاد شبح الانقسام والحرب الأهلية نهائيا, ليظل اليمن موحدا إلي الأبد.

Email