الفرصة مازالت متاحة للتصحيح

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكل مسئول عما يحدث الآن في مصر‏.‏ الحكومة والرئاسة والأحزاب والقوي الجديدة والنخب السياسية‏.‏

الكل يشحن الكل ضد الكل, وكأن هناك من عز عليه ان يري مصر تتقدم الي الامام.
كان العالم يضرب المثل بالثورة المصرية السلمية, وهناك من حاول تلويث هذه الثورة بنزع سلميتها ودفع الشباب الي اليأس واستغلال نقائه وطهارته لتحقيق اهداف أقل ماتوصف به أنها أهداف مشبوهة.
إن الحل الامثل للازمة التي تعيشها مصر هو التوصل الي حزمة توافقات سياسية تستجيب لتطلعات كافة الاطراف, وذلك لأن زمنا طويلا قد ضاع منذ سقوط النظآم السابق دون ان يتحقق اي مطلب اقتصادي او معيشي للمواطن المصري العادي المعني اولا وأخيرا بعملية التغيير.
ولاشك ان أي توافق أو تفاهم سياسي لن يتحقق دون تقديم جميع الأطراف لتنازلات ملموسة وذات معني, لان التضحية ببعض المطالب ضروري لتقريب مسافة الشقة المتباعدة الآن بين النظام والمعارضة وبينهما وبين واقع المواطن العادي الذي يريد من يلتفت لمشاكله ويجد حلولا عاجلة لها.
علي كل الاطراف, والاحزاب والقوي المصرية العمل علي أساس أن مصر تستحق التضحية لانها عبر التاريخ كانت دولة مؤسسات, وليست دولة احزاب او اشخاص, فمصر تبقي, والكل يذهب. لذلك علي الجميع العمل بنية صادقة من أجل المصالحة الوطنية الشاملة التي تنقذ البلاد.
ومازالت الفرصة متاحة للتصحيح, والعودة عن الخطأ فضيلة, وها هو الأزهر منذ اسابيع يمد خشبة الانقاذ, والقوي الوطنية المصرية تمد يدها للحوار الجاد والحقيقي الذي ينقذ البلاد والعباد قبل أن تفلت عقارب الساعة, ويضيع الوقت.
مصر تحتاج الآن إلي وقفة مع الذات, وقفة صدق وتواضع, وقبول الآخر الشريك في الوطن للخروج بمصر من مأزقها إلي حيث يجب أن تكون كما يريدها شعبها وثورتها وشهداء ثورتها وأمتها من قوة, ومنعها, ورفعة, وريادة.

Email